محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
على أحد الحواجز المؤدية إلى ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف، يقف أندريه الملثم حارسا، مهمته – كما يقول – حراسة الحاجز، لمنع دخول المواد الممنوعة إلى الميدان، والحفاظ على النظام والهدوء فيه.
وإذا ما حاولت قوات الأمن اقتحام الميدان مجددا لفض الاحتجاج المستمر فيه منذ ثلاثة أشهر على خلفية قرار الحكومة بتجميد الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، يقول أندريه: "إذا هوجمنا سندخل الناس ونحميهم داخل الحواجز بعد إغلاقها. سنشعل الإطارات، وسنثبت حتى آخر واحد فينا".
ويشير أندريه إلى أن الحراس يرابطون على أكثر من 10 حواجز تحمي الميدان والشوارع المحيطة به، مؤكدا استعدادهم للتضحية بحياتهم فداء لأهداف الاحتجاج المتمثلة بالدفاع عن الحقوق وضمان المستقبل وتحقيق العدالة، وكذلك لأرواح زملائهم الذي قضوا أو أصيبوا برصاص وهراوات قوات الأمن.
ويقول النائب عن حزب الوطن "باتكيفشينا" المعارض أندريه باروبي، وهو أيضا أحد قادة الاحتجاج، إن أعداد الذين يدافعون عن الميدان تتراوح الآن بين 10-15 ألفا، ولكنها ستزيد قريبا إلى نحو 30-40 ألفا، مشيرا إلى تشكيل "هيئة أوكرانية للدفاع" ستتبع لها.
ذريعة الإرهاب
ويعكس ما سبق مخاوف المحتجين من محاولات جديدة لفض الميدان بالقوة، وربما بتدخل للجيش بعد إعلان حالة الطوارئ إذا ما استمر التوتر والاحتقان، مع استمرار غياب أي بوادر لحل سياسي ينهي الأزمة.
النائبة عن حزب الوطن ليسا أوروبيتس قالت إن فض الاحتجاج ممكن في أي لحظة، مشيرة إلى ذرائع تتخذها السلطات تمهيدا لهذا الإجراء، من أبرزها التلميح بمحاربة الإرهاب.
وكان وزير الداخلية فيتالي زاخارتشينكو قد أعلن قبل يومين عن وجود معلومات لدى الوزارة تفيد بأن جماعات يمينية متطرفة تشارك في احتجاجات الـ"يورو ميدان"، وتخطط لعمليات إرهابية، بهدف اتهام السلطات، وزيادة التصعيد.
وأشار زاخارتشينكو في هذا الإطار إلى الانفجار الذي وقع في السادس من الشهر الجاري بمبنى اتحاد العمال المطل على الميدان، الذي تتخذه المعارضة مقرا إعلاميا لها، "ولم تسمح لوزارة الداخلية بالتحقيق فيه".
وقال النائب عن حزب الأقاليم الحاكم أوليغ تساريف إن المعارضة لا تسيطر على جميع المحتجين في الميدان الذي يضم جماعات متطرفة قد تقوم بعمليات إرهابية بهدف عرقلة أي جهود لحل الأزمة سياسيا، وإدخالها في متاهات أكثر تعقيدا وصعوبة.
أما النائب عن حزب الحرية "سفوبودا" يوري ليفتشينكو، فقال إن السلطات الآن تعمل على فرض واقع جديد، يتمثل بتسويق مخاوف من عمليات إرهابية، لإخافة المحتجين، والتمهيد لإعلان حالة الطوارئ، الذي سيؤدي إلى تدخل الجيش، كما جاء في تصريح سابق لوزير الدفاع.
واعتبر ليفتشينكو أن السلطات مسؤولة عن أية عمليات ستحدث، تماما كما هي مسؤولة عن خطف وتعذيب وتهديد النشطاء السياسيين، وستحاسب على ذلك آجلا أو عاجلا، على حد قوله.
يذكر أن الاحتجاجات في أوكرانيا شهدت تحولا فارقا بعد مواجهات عنيفة حدثت قبل أسابيع بين المحتجين وقوى الأمن، أدت إلى مقل خمسة محتجين وإصابة المئات من الطرفين.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022