آقتشورين.. السياسي التتري والقومي التركي

يوسف آقجورا (1876-1935) سياسي ومفكر تتري تركي
نسخة للطباعة2022.02.04

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

يُعد التتري يوسف أقتشورين أحد أكبر منظري الطورانية، وثالث أشهر دعاة القومية التركية بعد ضياء كوك آلب (1875-1924م)، والأذري أحمد آغاييف (1869-1932م).

يوسف آقتشورين (آقجورا) (1876-1935): مفكر وصحفي ومؤرخ وسياسي تتري تركي، وأحد أبرز دعاة الفكر الحركي القومي التركي.

عائلة آقتشورين من الأسر التترية النبيلة الثرية وأصلها من تتار القرم، فَقَدَ يوسف والده عندما كان يبلغ من العمر عامين، ثم هاجر مع والدته إلى اسطنبول في عام 1883م، ودرس في المدرسة الحربية في اسطنبول عام 1895م، وكتب أولى مقالاته في العام 1897م، وبعد التخرج التحق بدورة تدريب لضباط هيئة أركان الحرب، لكنه لم يتخرج منها بسبب مؤامرة على السلطان عبد الحميد الثاني حُكم عليه على أثرها بالإعدام ثم حلّ محلها النفي إلى طرابلس الغرب، وهناك عمل كاتبا ومعلما.

في العام 1899م هرب  يوسف آقتشورين من المنفى إلى تونس ثم إلى فرنسا، وهناك التحق بكلية العلوم السياسية بباريس، ونضجت أفكاره القومية ثم انضم للحركة القومية التركية.

عاد يوسف آقتشورين بعدها إلى روسيا في العام 1903م بعد منعه من العودة إلى اسطنبول، ودرّس التاريخ والأدب التركي في المدرسة "المحمدية" الشرعية بين عامي 1904-1908م، كذلك عمل محررا في جريدة "قازان مخبري" التترية.

كما كتب في جريدتي "شورى" و "وقت" التتريتين، وانضم لحزب الدستوريين الديمقراطيين، وأصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب عام 1906م، وتعرض للسجن في روسيا لأفكاره ونشاطه السياسي.

يعد يوسف آقتشورين أحد مؤسسي وقادة حزب "اتفاق المسلمين" وهو حزب ليبرالي ديمقراطي لمسلمي روسيا تأسس في أغسطس من عام 1905م.

عاد يوسف آقتشورين في أكتوبر من عام 1908م إلى اسطنبول وهناك ألقى دروسا في التاريخ بدار الفنون، ورفض الانضمام لحزب الإتحاد والترقي، وأسس "الجمعية التركية" عام 1908م وكانت أول جمعية قائمة على القومية التركية. وأصدر مجلة " تورك يوردو" أي الوطن التركي، والتي استمرت لمدة 17 عاما. 

ونشر في العام 1912م عدة مقالات سياسية في جريدة "تورك" الصادرة في القاهرة أثارت صدى واسعا تحت عنوان "نحو ثلاثة أنماط للسياسة"، يقصد بها العثمانية والإسلامية والتركية بهدف توحيد جميع العناصر داخل الدولة العثمانية لإنقاذها من الانهيار.

في الحرب العالمية الأولى وقف إلى جانب تركيا ضد روسيا وزار في نوفمبر من عام 1915م النمسا، وأسس في اسطنبول "جمعية حماية المسلمين التتار المدانين في روسيا" عام 1916م، وحضر عدة مؤتمرات في أوروبا للدفاع عن حقوق مسلمي روسيا. 

وذهب إلى روسيا كممثل لجمعية الهلال الأحمر التركي لإنقاذ الأسرى الأتراك في روسيا ومكث هناك قرابة العام.

عندما عاد يوسف آقتشورين إلى تركيا عام 1919م وانضم إلى الحزب الوطني التركي، وفي نهاية العام اعتقله البريطانيون، وأفرج عنه في عام 1920م، شارك في حرب الاستقلال التركية (1919- 1923)، وساهم في تأسيس الجمهورية التركية في عشرينيات القرن العشرين. 

وشغل منصب المدير العام لوزارة الخارجية، ثم انتخب عام (1923-1935م) نائبا عن اسطنبول في الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان التركي) لعدة دورات. واستلم اسطنبول من ممثلي دول الوفاق نيابة عن حكومة الجمعية الوطنية الكبرى.

عمل يوسف آقتشورين مستشارا ثقافيا وسياسيا للزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938)، ودرّس التاريخ السياسي في كلية الحقوق بأنقرة. في العام 1931م أسس الجمعية التاريخية التركية وعين رئيسا للمؤسسة في العام التالي، وأدار أول مؤتمر للتاريخ التركي، ثم أصبح في العام 1933م أستاذا للتاريخ السياسي في جامعة اسطنبول.

كتبه

من أعماله: "أوضاع المسلمين التتار في روسيا"، "ملاحظات حول المسألة الشرقية"، "تاريخ العلاقات بين الأتراك والألمان والسلاف"، طبع عام 1914م في إسطنبول، "الأفكار السياسية والإجتماعية والتيارات الفكرية في أوروبا المعاصرة"، طبع في إسطنبول عام 1923م، "التاريخ السياسي الأوروبي المعاصر" طبع في أنقرة عام 1930م، "ثلاث أنواع من السياسة" وغيرها.

أفكاره

دعا يوسف آقجورا إلى الأخذ بفكرة البرجوازية الوطنية كسند للدولة الحديثة بدل اعتمادها على الحرفيين وصغار التجار لتحقيق النهوض الإقتصادي في البلاد. كذلك دعا لفكرة الوحدة اللغوية والثقافية للشعوب التركية.

ومن آرائه العلمانية قوله: "إن الأديان في العهود الأخيرة قد فقدت سلطتها ومكانتها السياسية، وأصبحت نزعة فردية أكثر من كونها نزعة جماعية، وتخلّت عن دورها في تنظيم أمور المجتمع وأصبحت علاقة بين العبد وربه".

آمن يوسف آقتشورين بأن القومية هي الطريق لنهضة وتقدم الشعوب التركية ثقافيا وعلميا، وبأنها السبيل الوحيد لتوحيدهم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022