استخدام الجيش الأوكراني لطائرات بيرقدار المسيرة التركية الصنع لاستهداف الانفصاليين المدعومين من موسكو بمنطقة دونباس الحدودية رسالة أخرى إلى روسيا مفادها أن كييف تعزز ترسانتها، لإحداث تغيير محتمل في التوازن العسكري بالمنطقة.
روسيا تلحظ توجها تعمل بموجبه جميع دول حلف شمال الأطلسي على تسليم المزيد والمزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا وهو أمر ليس بتلك الأهمية حتى الآن، لكن الروس يتابعون مسار هذا المنحنى ولا يروقهم اتجاهه.
وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وتكرارا أن الناتو قد يتمكن من وضع نظام صاروخي بعيد المدى في أوكرانيا في وقت قريب، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على أن التحالف العسكري -الذي يقوده الحلف والولايات المتحدة- قد وضع خطوة مثل هذه نصب عينيه.
في حين تصدرت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف (مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات) معظم عناوين الأخبار، فإن الدعم التركي الأقل تناولا على وسائل الإعلام قد أثار فعليا مخاوف لدى موسكو.
هذا ليس فقط لأن صفقة شراء طائرات "بيرقدار تي بي 2" المسيرة التركية تمت بلا شروط استخدام واضحة، ولكن أيضا لأن كلا من كييف وأنقرة اتفقتا على إنشاء موقع لإنتاج الطائرات من دون طيار فوق التراب الأوكراني.
هذا الأمر يخلق بالطبع ظروفا مختلفة تماما لأي أعمال عدائية، وهو عنصر له تأثير عاطفي وحقيقي على العدو.
رغم أن أوكرانيا اشترت أولى طائراتها التركية بدون طيار عام 2019، فإنها أوقفت استخدامها في أي ضربات تستهدف منطقة دونباس إلى أن تعرضت قرية أوكرانية هناك لقصف عنيف من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا يوم 26 أكتوبر الماضي، كما أنها تستخدمها أيضا لإنجاز مهام عسكرية استطلاعية.
خلال محادثة هاتفية في ديسمبر الماضي، بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثار الرئيس الروسي مسألة استخدام الأوكرانيين لطائرات بدون طيار تركية الصنع، واصفا ذلك بـ"السلوك المدمر" و"النشاط الاستفزازي"، في حين أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لاحقا أنه لا يمكن تحميل أنقرة مسؤولية استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة.
هذه الأخبار مزعجة تماما للروس لأنها تشكل زيادة دراماتيكية في القدرات القتالية لأوكرانيا التي وضعت فعليا يدها على سلاح يغير قواعد اللعبة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
الجزيرة - صحيفة "واشنطن بوست"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022