أزمة أوكرانيا.. نقطة ضعف أم فرصة جيوسياسية أمام الاتحاد الأوروبي؟

نسخة للطباعة2022.01.17

يرى مراقبون أن القوة السياسية للاتحاد الأوروبي لم تظهر بشكل ملحوظ فيما يتعلق الأزمة في شرق أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، إذ أجرى مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا مباحثات في جنيف حول الأزمة الأوكرانية، دون تخصيص مقعد للتكتل الأوروبي على طاولة المفاوضات.

ولم يشارك أي مسؤول من الاتحاد الأوروبي في المباحثات، ما دفع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للمطالبة بإشراك أوروبا في المفاوضات.

جاك روبنيك – رئيس قسم الأبحاث في معهد الدراسات السياسية بباريس:

تتشابه الفترة الحالية مع الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث كان يقرر الأمريكيون والروس مصير أوروبا. 

الوضع الحالي يظهر مدى تعقيد الأمور ما يمثل تحديا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بمنح أوروبا استقلالية استراتيجية.

المعطيات الجارية تفرض على الاتحاد الأوروبي الخروج من عباءة "القوة الناعمة" التي تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتجارية إلى أن يصبح "قوة صلبة" من الناحية الجيوسياسية. 

بيد أن هذا التحول يتطلب الوصول إلى إجماع أوروبي بالغ أهمية وتجاوز الخلافات بين بلدان الاتحاد. 

لا يزال هناك تباينا في رؤى دول الاتحاد الأوروبي حيال التهديدات التي يواجهها التكتل فعلى سبيل المثال لا يساور إيطاليا نفس القلق الذي ينتاب بولندا حيال الوضع الأمني ​​شرقا. 

فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت قاسية بالنسبة للتحالف الأمريكي الأوروبي. كان ترامب أول رئيس أمريكي يصف الاتحاد الأوروبي بـالعدو. 

عقب حقبة ترامب، عمد التكتل الأوروبي على تقييم مواقف الولايات المتحدة بشكل مختلف.

الفترة المقبلة ستشهد تقاربا أكبر وأكبر بين بلدان الاتحاد الأوروبي خاصة في قضايا الهجرة. 

في الوقت الحالي هناك إجماع على ضرورة أن تستعيد البلدان الأوروبية السيطرة على حدودها الخارجي في حالة استمرار الوحدة بين هذه الدول، وإلا ستزداد وتيرة القومية أكثر داخلها. 

وفي هذا السياق، يمكن أن يشكل الاتحاد الأوروبي تكتلا موحدا أكثر في المستقبل.

بريندان سيمز - مدير مركز الجغرافيا السياسية في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة:

يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى التحول إلى أن يكون دولة واحدة برئيس واحد وبرلمان واحد حتى يصبح لاعبا جيوسياسيا قويا. 

عن طريق الوحدة تمكنت الولايات المتحدة التي كانت تتألف من خمسين ولاية في تشكيل دولة واحدة وتجميع قوتها. 

تحقيق بلدان الاتحاد الأوروبي هذه الوحدة الكاملة يعد أمرا غير مرجح حدوثه حاليا، وللأسف، مع استمرار هذا الوضع ، لن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على فعل ما يريد إذ ستظل قوته مشتتة".

صوفي بورنشليغل - المحللة السياسية في مركز السياسات الأوروبي:

الوضع الحالي يُظهر أن الولايات المتحدة لا تتردد في تجاوز أوروبا حتى عندما يتعلق الأمر بصراع يحدث في دولة تقع في الجوار الأوروبي. 

هذا الأمر قد يدفع بلدان الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى موقف دفاعي مشترك بشكل أكثر إلحاحا.

يتعين على أوروبا في الوقت الحالي الاعتراف بأن العالم تهيمن عليه قوى متنافسة مثل الصين والولايات المتحدة، لذا يتعين علينا التحرك قبل أن نفقد زمام الأمور في المستقبل ويتم تجاوزنا. 

ثمة أمل في أن يجد الاتحاد الأوروبي المزيد من القواسم المشتركة في مارس المقبل، عندما تتبنى البلدان الأوروبية ما يعرف بـ "البوصلة الاستراتيجية"، التي من شأنها أن تحدد توجهات التكتل في المجالين الدفاعي والأمني للعقود المقبلة في إطار طموحات ماكرون. 

اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بريست قد يمهد الطريق جزئيا أمام إبرام مثل هذا الاتفاق.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

DW

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022