روسيا البيضاء وأوكرانيا وصواريخ الفضاء.. ما رسالة بوتين إلى الغرب؟

نسخة للطباعة2021.11.18
هانري فرني - صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية

يواصل الرئيس الروسي تحدي الأوروبيين ويضاعف الاستفزازات، وآخر ذلك هو اختبار روسيا صاروخا مضادا للأقمار الصناعية أثار قلق محطة الفضاء الدولية، فما الذي يريده فلاديمير بوتين؟

الفضاء ظل صامتا، حتى بعد الصاروخ الروسي، لكن ارتطام هذا الأخير بقمر صناعي هناك أيقظ الكوكب الأرضي بأسره.

مثل هذا العمل المتعمد -الذي هدد بشكل غير مباشر محطة الفضاء الدولية- أثار حفيظة كثيرين في المجتمع الدولي، خصوصا أن هذا "الاستفزاز" يأتي في ظل تورط الكرملين في أزمة الهجرة الرهيبة على الحدود البيلاروسية البولندية، وتجدد التوترات في أوكرانيا وفي مسارح أخرى عبر العالم، من بلاد الشام إلى أفريقيا.

رسالة موسكو من وراء اعترافها باختبارها صاروخا مضادا للأقمار الصناعية هي أنها لا تزال ذات وزن في هذه المنطقة، التي كانت يوما ما محصورة على السوفييت والأمريكيين، وذلك رغم البون الشاسع بين ميزانية البلدين العسكرية (740 مليار دولار لأميركا مقابل 60 مليار فقط لروسيا).

ومع ذلك، فإن هذه الحادثة تؤكد خطر زيادة عسكرة الفضاء، وهو ما يعكسه كذلك وجود قيادة فضائية للجيش الفرنسي، حيث قال ضابط فرنسي رفيع المستوى إنه "صُدم من صعود الروس في الفضاء العسكري".

استغلال المهاجرين

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو افتعلها من أجل "معاقبة" أوروبا على العقوبات المفروضة عليه، ويلعب فلاديمير بوتين -الذي يتحدث كل يوم مع نظيره البيلاروسي عبر الهاتف- دور الأب الروحي للوكاشينكو.

ثمة معلومات تفيد بأن موسكو قدمت الدعم اللوجستي للبيلاروسيين لجلب ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف لاجئ -من الأكراد والعراقيين والسوريين والأفغان وغيرهم- إلى الحدود البولندية، حيث وجدوا أنفسهم عالقين في ظروف مأساوية، والعديد منهم فقدوا أرواحهم بالفعل وهو ما يجب استنكاره.

غزو أوكرانيا

وعلى حدود أوكرانيا، ثمة كذلك ما يدعو للقلق، حيث أن روسيا قامت أولا بضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، ولم تواجه أي عقوبات بسبب ذلك، والسؤال المعروض حاليا هو "هل يستعد فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا، التي حشد قواته على حدودها؟"، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بمناورات في البحر الأسود، إلى جانب حلف شمال الأطلسي، وهو ما وصفته موسكو بـ"الاستفزاز".

حشد القوات هو وسيلة كلاسيكية يتخذها بوتين للحفاظ على درجة معينة من التوتر والاضطراب، لكنه لا يملك الإرادة ولا الوسائل لغزو أوكرانيا.

بوتين استخلص درسا من الكارثة الأفغانية، والكرملين، بالنظر إلى الإخفاقات الغربية الأخيرة، أصبح يدرك جيدا أن احتلال بلد على نطاق واسع هو فخ مكلف.

وجود موسكو العسكري في سوريا ليس هائلا؛ حوالي 30 طائرة وبضعة آلاف من الجنود، وهي تعتمد هناك على جيش بشار الأسد، كما أنها في أفريقيا تعزز وجودها عبر إرسال مرتزقة فاغنر.

هذا يضمن لبوتين ممارسة بعض التأثير مقابل تكلفة غير باهظة. فن بوتين يقوم على إخفاء نقاط ضعف روسيا، والخوف الذي يثيره لا يتناسب إطلاقا مع قوته الحقيقية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022