من وجهة النظر الجيوسياسية، يشكل ساحل البحر الأسود نقطة ضعف لروسيا. فمن منطقة البحر الأسود يمكن ضرب أكبر المدن وأهم المراكز الدفاعية والتقنية في بلادنا.
لسوء الحظ، هناك عدد من النزاعات والصراعات الإقليمية التي لم يتم حلها في منطقة البحر الأسود، مثل مشكلة ترانسنيستريا والعلاقات المعقدة بين جورجيا وأبخازيا.
لكن المنطقة الأكثر سخونة هي جنوب شرق أوكرانيا، حيث يشتعل الصراع بين نظام كييف و"جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك (المعلنتين من جانب واحد). ثم إن الغرب لم يتقبل أن القرم أرض روسية، منذ ثماني سنوات، وحتى الآن.
بلادنا لم تخلق هذه المشاكل، لكن عليها أن تحلها.
في الأسابيع الأخيرة، جرى تصعيد خطير للنزاع في جنوب شرق أوكرانيا (استخدام طائرات "بيرقدار" المسيرة).
لا يمكن استبعاد أن تحاول كييف حل مشكلة دونباس بالقوة، فاقتصاد البلاد يسير نحو الهاوية، وينبغي صرف انتباه الناس عن المشاكل الملحة.
في الوقت نفسه، تخشى أوكرانيا ودول الناتو من رد روسيا، خاصة إذا جرى على الطريقة التي أجبرت فيها جورجيا على السلام في العام 2008.
يمكن أن ينشروا قوات الحلف في المنطقة لمنع تكرار هذا السيناريو. تدرس الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هذه المنطقة باستمرار لأغراض عسكرية، ويقومان باستطلاع لقوة وأنشطة القوات المسلحة الروسية، وكذلك الميليشيات الشعبية في "جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك".
قد يدفع تنشيط القوات الأمريكية وقوات الناتو في منطقة البحر الأسود وزيادة عدد الاشتباكات في جنوب شرق أوكرانيا الرئيس زيلينسكي إلى حل عسكري للصراع في دونباس.
ولكن، هل آمال كييف في تلقي الدعم لها ما يبررها؟. لقد تخلت الولايات المتحدة مرارا عن حلفائها في أصعب اللحظات.
ويكفي للتأكد من ذلك استعادة مشاهد الخروج من أفغانستان. وفي جميع الأحوال، ستكون للمواجهة العسكرية الخطيرة في أوكرانيا عواقب وخيمة على العالم بأسره.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
روسيا اليوم
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022