مفتاح أمن البحر الأسود في الشراكة القوية بين أوكرانيا وتركيا 

نسخة للطباعة2021.11.05
دميترو كوليبا - وزير خارجية أوكرانيا

في الوقت الذي يدرس فيه حلف الناتو استراتيجية للتعامل مع المخاطر منطقة البحر الأسود، ويسعى إلى ضمان الاستقرار والأمن في بيئة مضطربة بشكل متزايد، تقدم أوكرانيا وتركيا نموذجا يستحق الدراسة، من خلال تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتعميق التعاون السياسي والعسكري والتقني.

تضمن هذه الشراكة حوارا سياسيا مكثفا ومثمرا بين القادة الأتراك والأوكرانيين، تعززه صيغة 2+2 Quadriga للمشاورات السياسية والأمنية، التي يشارك فيها وزيرا خارجية ودفاع البلدين. 

وتشمل مبادرات التعاون ذات الأولوية حاليا مشاريع البنية التحتية الكبيرة والإنتاج المشترك لطائرات "بيرقدار" التركية بدون طيار، في حين نخطط أيضا لتوحيد الجهود في إنتاج طائرات "أنتونوف" الأوكرانية.

لدى كل من أوكرانيا وتركيا جيشان قويان. تحتل تركيا المرتبة الثانية بين أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، في حين تعتبر أوكرانيا أحد الحلفاء الرئيسيين للحلف في المنطقة، مع سجل حافل في مواجهة العدوان الروسي الهجين، بنجاح يستمر منذ أكثر من سبع أعوام. 

أوكرانيا وتركيا على نفس الموقف فيما يتعلق بالاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، حيث تلتزم الدولتان بسياسات عدم الاعتراف. 

من الواضح أن عسكرة روسيا لشبه جزيرة القرم المحتلة قوضت إلى حد كبير الحالة الأمنية في منطقة البحر الأسود الأوسع. وهذه ليست مشكلة أوكرانية فحسب، بل مشكلة تخلق تحديات أمنية كبرى، ذات آثار إقليمية وعالمية.

ووفقا للتقديرات الحالية، زادت روسيا من وجودها العسكري في شبه جزيرة القرم ثلاثة أضعاف منذ عام 2014. وقد أغرقت موسكو شبه الجزيرة المحتلة بالمعدات العسكرية، بما في ذلك أنظمة الأسلحة المتطورة للغاية، التي تشكل تهديدا للبلدان في جميع أنحاء منطقة البحر الأسود وفي عمق أوروبا الوسطى. 

كما يستخدم الكرملين شبه جزيرة القرم كجسر لأنشطته العسكرية الموسعة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تعمل أوكرانيا وتركيا، معا وبشكل وثيق، لضمان الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأسود. وهذه الشراكة منطقية وطبيعية لكلا الطرفين، خاص وأن الدولتين الكبيرتين تطلان على الشواطئ الشمالية والجنوبية للبحر الأسود.

وقد شهدت السنوات الأخيرة وصول الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا وتركيا إلى أعلى مستوى لها في العقود الثلاثة التي تلت استقلال أوكرانيا في 1991. 

أهم الشركاء

في صيف عام 2021، أقرت أوكرانيا أول وثيقة استراتيجية ترسم خريطة سياساتها الخارجية، وفيها تُعرف تركيا بوضوح على أنها واحدة من أهم الشركاء الاستراتيجيين بالنسبة للبلاد.

شراكتنا تقوم على عدد من المحاور الرئيسية، مثل التجارة الحرة، والشراكة العسكرية والتكنولوجية، والتعاون في مشاريع البنية التحتية الكبيرة.

وتشمل المجالات ذات الأولوية في الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين أوكرانيا وتركيا تعزيز التعاون الأمني في منطقة البحر الأسود (مع احتمال زيادة مشاركة حلف شمال الأطلسي)، ومشاركة تركيا المستمرة في حماية حقوق تتار القرم.

أوكرانيا وتركيا تضعان رؤية واضحة للأمن المستقبلي في منطقة البحر الأسود. ولقد حان الوقت لكي يبدأ حلف شمال الأطلسي في النظر إلى هذه الشراكة الأوكرانية التركية باعتبارها قوة تكميلية قيمة، يمكن أن تساعد على توفير الأمن والاستقرار في المنطقة.

لن نستطيع منع وقوع البحر الأسود تحت الهيمنة الروسية، ولن نستطيع منع الخضوع لأنشطة موسكو المزعزعة للاستقرار، إلا بالجهود المشتركة التي يبذلها حلفاء الناتو، بما في ذلك تركيا، إلى جانب الدول الثلاث الشريكة، أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - Atlantic Council

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022