روسيا والناتو.. بين التصعيد والمخاطر

نسخة للطباعة2021.11.03

لم يهدأ الخلاف بين روسيا من جهة وحلف "الناتو" والولايات المتحدة من جهة أخرى، بل تتصاعد وتيرته إلى درجة بات يحمل معه نذر مواجهة قد تتجاوز المواقف السياسية.

يأتي هذا على خلفية عزم بعض أطراف الحلف ضم أوكرانيا، ثم طرد ممثلي روسيا لدى الحلف، ورد الأخيرة بتعليق عمل بعثتها هناك، ثم تكثيف المناورات العسكرية الأطلسية في البحر الأسود، وعزم واشنطن نشر صواريخ في أوروبا، الأمر الذي تنظر موسكو إليه بريبة وقلق.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد اتهم "الناتو" بـ"خداع روسيا"، وقال خلال مشاركته مؤخراً في منتدى "فالداي"، اعتبر أن وجود "الناتو" في أوكرانيا يشكل تهديداً لبلاده، وقال: انظروا إلى ما كان يحدث في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات، عندما جاء القول من كل الجهات، إنه "لن يتم بعد توحيد ألمانيا التحرك نحو الشرق بأي شكل من الأشكال". هذا ما كان من شأنه أن تكون روسيا واثقة به، لكنهم مارسوا الخداع.

يوم أمس الأول، ارتفعت وتيرة الخلاف مجدداً على خلفية قرار واشنطن نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا، الأمر الذي اعتبره بوتين يشكل "خطراً كبيراً وتهديداً لروسيا".

كما أشار إلى تكثيف طيران حلف الأطلسي تحليقه قرب حدود روسيا، مؤكداً أن الأمر يتطلب العمل على تعزيز الدفاعات الجوية.

وقال خلال اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري إن موسكو "مستعدة للرد المناسب على محاولات كسر التوازن الاستراتيجي"، وأوعز بتسليم أول دفعة من أحدث نظام صاروخي "إس 500" إلى الجيش قريباً.

من الواضح أن العلاقات بين الطرفين بلغت حداً كبيراً من التوتر، وأن لغة التفاهم باتت معدومة، وهو ما أكده القائد السابق لقوات الناتو في أوروبا، الأدميرال المتقاعد في البحرية الأمريكية جيمس ستافريدس، بقوله: "إن العلاقات بين الحلف وروسيا في أسوأ حالاتها منذ انتهاء الحرب الباردة"، في حين قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "علاقاتنا مع الناتو الآن أسوأ مما كانت عليه في أوج الحرب الباردة".

لكن، رغم ذلك، فإن روسيا وكل من الناتو والولايات المتحدة يدركون أن لعبة التصعيد ليست في صالح أحد، وإن أي خلل في موازين القوى الاستراتيجية أمر خطير، لذلك هناك مخاطرة بأن تشكل أوكرانيا سبباً لصراع مفتوح، خصوصاً وأنه، لا الحلف ولا الولايات المتحدة غامرا بالقتال من أجل أوكرانيا والقرم عام 2014، إلى درجة أن العديد من المحللين الغربيين يعتبرون مثل هذه الحرب "مغامرة" و"فكرة سخيفة"، حتى لو كانت الدول الغربية تريد ذلك.

لذا لا بد في نهاية المطاف من البحث عن تسوية سياسية، من خلال الاتفاق على وقف التصعيد، وخفض النشاط العسكري على الحدود الروسية الشرقية، والسعي لتسوية سياسية في أوكرانيا من خلال إحياء اتفاقية مينسك لعام 2015.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

صحيفة "الخليج"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022