عطاء الله بايزيدوف.. حياة حافلة بالعطاء

تمثال للمفكر عطاء الله بايزيدوف مؤسس جريدة نور في مدينة سان بطرسبورغ
نسخة للطباعة2021.08.27

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

عطاء الله بايزيدوف (1846-1911م): شخصية إسلامية وناشر ومصلح تتري، ولد في عائلة متدينة، ودرس في المدارس الشرعية، حاز على شهادة الإمامة من الإدارة الدينية لمسلمي أورينبورغ عام 1870م.

عمل كمترجم في الإدارة الآسيوية بوزارة الخارجية الروسية، كذلك درّس اللغة التركية والإسلام في القسم العلمي للغات الشرقية التابع لوزارة الخارجية الروسية أيضا.

ساهم بايزيدوف بفاعلية في العمل على بناء المسجد الجامع في العاصمة القيصرية، فهو أحد أهم المبادرين للحصول على رخصة لإنشاء مسجد جامع في سانت بطرسبورغ منذ العام 1881م، ثم حصل على إذن من الحكومة لإنشاء لجنة خاصة لجمع تبرعات لبناء المسجد في العام 1906م، وقد شارك في وضع حجر الأساس لبناء المسجد في فبراير من عام 1910م قبل عام من وفاته، ولكنه توفي قبل أن يشهد افتتاح المسجد.

حاول إصدار جريدة باللغتين الروسية والتترية في ثمانينيات القرن التاسع عشر تحت عنوان "خِفتِ" أي الأسبوع، ولكن لم يحصل على رخصة بذلك من السلطات الروسية. ونجح أخيرا عطاء الله بايزيدوف بإصدار أول صحيفة تترية في روسيا –عدا القرم- جريدة "نور"في العام 1905م في مدينة سانت بطرسبورغ.

من آثاره عدة كتب منها: "اعتراض على خطاب إرنست رينان: الإسلام والعلم" نشر عام 1883م، وقد أثار هذا الكتاب اهتماما كبيرا في روسيا فقد رد فيه بايزيدوف على الفيلسوف الفرنسي رينان الذي جادل بأن الإسلام غير متوافق مع العلم والمعرفة، وصرح بايزيدوف بأن أحكام الإسلام لا تتعارض مع منطق التفكير السليم.

وله كتاب: "موقف الإسلام من العلم والأمم" نشر عام 1887م يقول بايزيدوف فيه: "بأن التسامح الديني هو أحد المبادئ الأساسية للإسلام، وليس نتيجة التكيف مع الاتجاهات الجديدة في العصر والحضارة الأوروبية".

وكتاب "الإسلام والتطور" نشر عام 1898م لخص فيه بايزيدوف أفكاره حول مكانة الإسلام في العصر الحديث، وبأن الإسلام ليس جسما غريبا عن الحضارة الحديثة.

وكتاب "محمد حياته وتعاليمه الدينية" باللغة التترية والروسية صدر عام 1896م، ثم كتاب "شرائط الإيمان" نشر عام 1897م، وهو مجموع من الآيات والأدعية المختارة.

الشيخ عطاء الله بايزيدوف مدفون في المقبرة الإسلامية بمدينة سانت بطرسبورغ.

بعد وفاته أكمل مسيرته ابنه الشيخ محمد صفا (1877-1937) الذي أصبح مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أورينبورغ عام 1915م.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022