د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
منذ ثلاثينيات القرن العشرين وبعد أن أتمّت السلطات السوفيتية بسط سيطرتها على تمام الأراضي والشعوب التي تحكمها منعت إصدار أي جريدة أو مجلة خاصة بالمسلمين، حتى سمحت السلطات للإدارة الدينية لمسلمي وسط آسيا وكازاخستان (1943- 1991)، بإصدار مجلة رسمية تحمل اسم "المسلمون في الشرق السوفيتي.
صدر العدد الأول منها في مدينة طشقند في يوليو من عام 1968م، واستمرت بالصدور إلى العام 1991م، وممكن عدّها بأنها كانت المجلة الإسلامية الوحيدة في الإتحاد السوفيتي.
حاولت الإدارة الدينية المذكورة بعد تأسيسها بعام الحصول على رخصة لاستصدار مجلة عن الإسلام في الإتحاد السوفييتي، ونجحت في ذلك مع معارضة ومراقبة شديدتان من السلطات السوفيتية على محتوياتها، فصدر العددان الأول والثاني بعدد واحد عام 1945م، بواقع 3 آلاف نسخة، وباللغة الأوزبكية القديمة (بالحرف العربي)، والمقصود من هذا حتى لا يفهم مضمون المجلة أحد من المواطنين السوفييت المسلمون، الذين يدرسون الأوزبكية بالأحرف الكيريلية.
ثم صدر العددان الثالث والرابع بعدد واحد أيضا عام 1946م، وبواقع 5 آلاف نسخة باللغات الأوزبكية والكازاخية والفارسية، وكذلك بعدد واحد صدر العددان الخامس والسادس عام 1948م بخمسة آلاف نسخة، ليتوقف بعدها إصدار المجلة لمدة عشرين سنة.
لم تكن مجلة "المسلمون في الشرق السوفييتي" موجهة لمواطني الاتحاد السوفييتي، بل موجهة للقرّاء في خارج البلاد بغرض الدعاية الإعلامية الرسمية، ولإظهار أن المسلمين يتمعتون بالحرية والدعم من قبل حكومة البلاد، كذلك عرضت المجلة أنشطة الإدارات الدينية التي أسستها وترعاها الدولة.
صدرت المجلة عام 1969م، وكانت بداية باللغة الأوزبكية، ثم وسّعت قاعدتها اللّغوية لتشمل اللغات العربية في نفس العام، ثم الإنكليزية من عام 1974م، والفرنسية (من عام 1974 إلى عام 1990م)، والفارسية من عام 1980م، والدارية (من عام 1984 إلى 1988م)، ثم ظهرت متأخرا نسخة باللغة الروسية في عام 1990م، أي قبل عام من إغلاق المجلة.
احتفلت الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان بمرور عشر سنوات على إصدار مجلة "المسلمون في الشرق السوفييتي" بتاريخ 3 يوليو عام 1979م بمدينة طشقند، بحضور ممثلين عن 15 دولة.
تحتوي المجلة على عدة أقسام منها: بيانات وفتاوى الإدارة الدينية، وخطب ومقالات لرجال دين مسلمين من آسيا الوسطى، ومقالات حول التاريخ الإسلامي في المنطقة، ومقالات عن دور المسلمين السوفييت في الحياة الثقافية والسياسية في الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
بُدّل اسم المجلة إلى: "مسلمو ما وراء النهر" في العدد الثاني لعام 1991م.
حاولت مجلة"المسلمون في الشرق السوفيتي" أن تُظهر للعالم الإسلامي بأن الشعوب المسلمة في الاتحاد السوفيتي تؤدي شعائرها، ولا تتعرض لأي مضايقات، ولكن المجلة كانت ضعيفة المستوى بشكل عام.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022