تساليكوف.. الاشتراكي الذي ناضل في سبيل حقوق مسلمي روسيا

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

أحمد تساليكوف، أو تساليكّات، (1882-1928م): كاتب وسياسي وناشط اجتماعي أوسيتيني، درس الحقوق في جامعة موسكو الحكومية عام 1889م، وشارك في الحركات الطلابية ضد نظام القيصر الروسي، ثم انضم لحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي، وتم طرده من موسكو إلى القوقاز بسبب نشاطه السياسي عام 1903م، وأصبح في بلده أوسيتيا زعيم المنشفيك.

اختير ممثلا عن الطلبة المسلمين في جامعة موسكو لحضور مؤتمر الطلبة المسلمين في كييف عام 1903م، كذلك انضم بين عامي 1902- 1904م إلى فريق جريدة "شمال القوقاز"، رجع لموسكو عام 1904م، وحصل على شهادة الحقوق عام 1907م. بدأ تساليكوف بنشر مقالات منذ العام 1910م في جرائد القوقاز الصادرة باللغة الروسية.

أصبح عضوا نشيطا في كتلة المنشفيك عن حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي.

انتخب عضواً في المكتب التنفيذي لمجلس مسلمي عموم روسيا المنعقد في موسكو في الفترة بين 1-11 مايو من عام 1917م، كما اختير رئيسا لتحرير جريدة "أخبار مجلس مسلمي عموم روسيا" بين يونيو- ديسمبر من عام 1917م، ثم رئيسا لتحرير صحيفتين صادرتين في تبليسي"الجبال الحرة" عام 1919م، و"الفجر الجديد" عام 1920م.

وأصبح عضوا في "مجلس بتروغراد لنواب العمال والجنود"، وهي هيئة تشكلت في الأيام الأولى لثورة فبراير عام 1917م للمطالبة بالسلطة في أنحاء روسيا. وكان أحد المرشحين المسلمين لتقلد منصب وزير الشؤون الإجتماعية في ذلك الوقت. كما ترأس تساليكوف في العام 1918م مجلس شعب جبال القوقاز في تبليسي.

يظهر من هذا بأن تساليكوف كان أحد القادة الكبار في المجتمع المسلم في روسيا عام 1917م، وأحد قادة المسلمين في شمال القوقاز بين عامي 1918-1920م.

دعا أحمد تساليكوف إلى الوحدة بين المسلمين في روسيا، والحفاظ على الهوية الثقافية والإسلامية، ونادى بالديمقراطية ورفع السياسات الإمبريالية عن الشعوب في العالم، ورفع شعار "عالم بلا الإحتلال ولا استغلال".

بعد سيطرة البلاشفة على جورجيا هاجر تساليكوف عام 1921م إلى إسطنبول ثم إلى تشيكوسلوفاكيا، وأسس فيها مجلة "الجبال القوقازية" ثم انتقل إلى بولندا، وتوفي في إحدى ضواحي وارسو.

تساليكوف مفكر ومؤرخ ترك عدة كتب حول تاريخ وثقافة شعب القوقاز، وكتبت حول فكره ونشاطه العديد من الدراسات والكتب.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".