د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
"النظارة الدينية" هي إدارة دينية إسلامية رسمية، تأسست عام 1943م ومقرها مدينة طشقند، أشرفت على شؤون المسلمين في دول كازاخستان وأوزبكستان وطاجكستان وقرغيزيا وتركمنستان السوفيتية، ويترأسها المفتي.
خلال الحرب العالمية الثانية ونظرا لحاجة السوفييت لدعم المسلمين قرر الشيوعيّون إنشاء هذه الإدارة الدينية، فقام جوزيف ستالين (1878-1953م) باستدعاء الشيخ إشون باباخان إلى موسكو في شهر يونيو عام 1943م، وطلب منه تأسيس إدارة دينية في طشقند، وأن تكون المهمة الأساسية لها هي حشد مساعدة ودعم المسلمين في محاربة النازيين الألمان.
في الفترة بين 15-20 أكتوبر من عام 1943م عقد أول اجتماع لعلماء المسلمين في طشقند ببيت باباخان حضره 160 شخص، وتقرر فيه تأسيس النظارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان.
وكان أول عمل قامت به المؤسسة الجديدة هو تأسيس لجنة لدعم الجيش السوفييتي، فقامت فورا بحملة لجمع التبرعات وتقديم المال والألبسة للجيش الأحمر ولأهالي القتلى من الجنود.
مفتيّ النظارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان:
ترأس النظارة الدينية خلال نصف قرن أربع مفتيين، ثلاث من عائلة واحدة:
أهم أعمال النظارة الدينية:
أُعيد افتتاح مدرسة "مير عرب" عام 1946م تحت إشراف الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان. وقد عُدّت المدرسة الإسلامية الوحيدة في الإتحاد السوفييتي من عام 1946- 1956م، ومن عام 1961 إلى 1989م، لأنه تم افتتاح مدرسة ثانية "بركة خان" أيضا في مدينة بخارى عام 1956 سرعان ما أغلقت عام 1961م بحجة الحالة السيئة لمبنى المدرسة.
أرسلت النظارة الدينية أول وفد للحج عام 1945م، ورغم قلة عدد الحجاج السنوي، لكن كانت هذه خطوة جديدة ورمزية للمسلمين في الاتحاد السوفييتي.
وفي العام 1956م قامت الإدارة الدينية بطباعة المصحف الشريف كاملا باللغة العربية في مدينة طشقند بواقع 3000 نسخة، وأشرفت على طباعته مرة ثانية في طشقند أيضا عام 1960م، وثالثة في العام 1968م. كذلك طبع كتاب "الجامع الصحيح" للإمام البخاري، وكتاب "الأدب المفرد".
أشرفت النظارة على افتتاح وإدارة "معهد الإمام البخاري الإسلامي في مدينة طشقند" عام 1971م والذي بقي الجامعة الوحيدة في الإتحاد السوفيتي، وافتتحت الإدارة لاحقا عددا من المعاهد الإسلامية في دوشنبه وخوارزم وفرغانة.
كما أقامت النظارة علاقات جيدة مع عدد من المؤسسات والمنظمات الدينية في العالم الإسلامي.
وقد نشطت النظارة الدينية في السنوات الأخيرة قبل تفككها، إذ استعادت ورمّمت عدداً من المساجد، ووزعت آلاف النسخ من المصحف الشريف المطبوع في المدينة المنورة، كما ترجمت معاني القرآن الكريم للغة الأوزبكية.
أصدرت الإدارة الدينية لمسلمي وسط آسيا وكازاخستان مجلة رسمية تحت اسم "المسلمون في الشرق السوفيتي" بعدة لغات، من عام 1968م إلى عام 1991م، وكانت المجلة الوحيدة للمسلمين في الإتحاد السوفييتي، كذلك أصدرت مجلة باسم "نور الإسلام" كل أسبوعين إضافة إلى طباعة ونشر الكتب والتقاويم السنوية.
تفككت النظارة الدينية بعد انحلال الاتحاد السوفييتي عام 1991م إلى إدارات دينية مستقلة في كل دولة من دول آسيا الوسطى.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022