فاتح كريمي.. سبيل نهضة مسلمي روسيا نحو التعليم والعمل السياسي

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

فاتح كريمي (1870-1937م): كاتب وناشر وصحفي وناشط مجتمعي تتري، ولد في محافظة سامارا بروسيا القيصرية في أسرة محبة للعلم والمعرفة، أنهى دراسته الشرعية في مدرسة "كمالية" بتتارستان، ثم سافر للدراسة لمدة أربع سنوات في جامعة اسطنبول.

درّس بين عامي 1896-1898م في مدرسة قرية ديريكوي بمحافظة يالطا في القرم، ثم سافر في أوروبا عام 1899م.

والد فاتح: غلمان كريمي (1841-1902) إمام ومدرس وناشر أيضا، أسس شركة "كريموف وحُسينوف وشركاهم" للطباعة البخارية عام 1894م في مدينة أورينبورغ.

امتلك فاتح كريمي عام 1902م مطبعة في مدينة أورينبورغ سمّاها "مطبعة فاتح كريموف"، طبعت ووزّعت آلاف النسخ من الكتب في العلوم الشرعية والأدبية والتاريخية والكتب المدرسية.

شارك فاتح كريمي في المؤتمر الأول لعموم مسلمي روسيا في مدينة "نيجني نوفغورد" في أغسطس من عام 1905م، والذي ناقش سبل عدة قضايا تخص المجتمع المسلم في روسيا ومنها مشاركة المسلمين وممثليهم في مجلس "الدوما" الروسي.

ترأس فاتح كريمي تحرير جريدة "وقت" بين عامي 1906- 1917م ، وهي أحد أشهر جرائد المسلمين في ذلك الزمان، رصدت أخبار وأوضاع المسلمين الثقافية والإقتصادية والتعليمية في مقاطعتي أورينبورغ وأوفا، وتتبعت الصحيفة الأخبار السياسية للمسلمين في روسيا.

في العهد السوفييتي درّس كريمي اللغة التركية في جامعة الشرقيات بموسكو عام 1925م. وقد أتقن اللغات: العربية والفارسية والتركية والفرنسية.

وقد أثرى فاتح كريمي المكتبة الإسلامية التترية بما يزيد عن 100 كتاب، وكتب مئات المقالات في الجرائد والمجلات التترية.

عام 1937م اعتقله الشيوعيون بتهمة العمالة والتجسس لصالح تركيا، ثم ما لبثوا أن أعدموه –رحمه الله- في نفس العام.

فاتح كريمي رائد من رواد المدرسة الإصلاحية الإسلامية، سعى لنهضة المسلمين التتار في روسيا من خلال الإهتمام بالتربية الإسلامية وتطوير أساليب التعليم والدعوة لممارسة العمل سياسي لخدمة مصالح المسلمين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".