مدرسة "عالية" ودورها في نهضة مسلمي روسيا القيصرية

مدرسو وطلاب مدرسة عالية
نسخة للطباعة2021.05.24

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

"عالية" من أشهر مدارس المسلمين في روسيا القيصرية، درس فيها طلبة من شعوب مختلفة من التتار والكازاخ والقرغيز والأذر والأوزبيك والتركمان وتتار القرم، وساهمت -إلى جانب المدارس الشرعية الأخرى- في تخريج آلاف من الأئمة والمفكرين.

تأسست مدرسة "عالية" الشرعية في أكتوبر من عام 1906 في مدينة أوفا ببشكيريا، بمبادرة من العالم المصلح ضياء الدين الكمالي (1873- 1942م)، وأدارها حتى العام 1918م، وبنيت المدرسة بأموال جُمعت من أهل البلد المسلمين. درّس فيها مدرسون تخرجوا من جامعات مصر وتركيا وسوريا ودول أخرى.

إضافة إلى العلوم الإسلامية، دُرّست في المدرسة لغات وعلوم متنوعة (الفلسفة، الرياضيات، الكيمياء، الجغرافيا والتاريخ، الإقتصاد… إلخ). التحق الفتيان الذكور بها من عمر 15 سنة، ومدة الدراسة كانت 6 سنوات.

في السنوات العشر الأولى لتأسيس مدرسة "عالية" دَرَسَ فيها حوالي 1000 طالب، وتخرّج منها عشرات المئات من الأئمة والمفكرين والسياسيين، ومنهم من أكمل دراسته في مجال الطب والهندسة، وكوّنوا الطبقة المثقفة الفاعلة في بشكريا وتتارستان.

ذكر بعض الباحثين أن 70 بالمئة من خريجي المدرسة قتلهم الشيوعيون في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين بهدف القضاء على الفئة المثقفة المتعلمة في المجتمع المسلم.

كانت مدرسة "عالية" تجاور المسجد "الجامع الثاني" في مدينة أوفا، والذي بني في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وصادره ثم هدمه الشيوعيون.

أغلق الشيوعيون المدرسة عام 1919م وحوّل مبناها لمدرسة حكومية سوفيتية.

وفي عام 2001، نقلت ملكية مبنى المدرسة للجامعة الإسلامية الروسية، والتي تشرف عليها الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022