تُظهر الأيام المائة الأولى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أولويات الشؤون الخارجية لإدارة بايدن.
قبل وصوله إلى أوكرانيا، قام بلينكن بعدد من الزيارات لحلفاء الولايات المتحدة - اليابان وكوريا الجنوبية، لمناقشة مجموعة من القضايا، بما في ذلك الصين وكوريا الشمالية.
ثم قام بلينكين بزيارة بروكسل مرتين لمناقشة أولويات الناتو. وأخيرا، كان وزير الخارجية في أفغانستان، حيث تسحب الولايات المتحدة قواتها العسكرية بعد عشرين عاما.
تظهر رحلاته أن بايدن يعتقد أن الصين وكوريا الشمالية وروسيا تمثل إشكالية، وأن الناتو لديه دور رئيسي يلعبه في منع نشوب صراعات مستقبلية معهم.
ومع ذلك، هناك شيء أفضل من رحلة بلينكن إلى أوكرانيا: تصريحاته التي كان لا لبس فيها دعما لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.
اتخذ بايدن إجراءات في عدة مناسبات لإبعاد نفسه عن سلفه ترامب، وإظهار أن البيت الأبيض سيُعارض روسيا بشدة.
لم يتضح بعد كيف ستتطور الأحداث، لكن يبدو أن الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة أوكرانيا على تعزيز مصالحها الاقتصادية.
كما قيل عدة مرات، فإن أفضل طريقة لمنع العدوان الروسي هي أن تكون أوكرانيا قوية - ليس فقط عسكريا، ولكن أيضا اقتصاديا.
تشكل أوكرانيا المزدهرة تحديا للرواية الروسية القائلة بأن أوكرانيا دولة فاشلة، لذلك يمكننا أن نأمل في أن تبذل الولايات المتحدة المزيد من الضغط على أوروبا من أجل تكامل أوكراني أكبر.
في محاولة لمواجهة روسيا بشكل علني، ستظهر الولايات المتحدة اهتماما أكبر بالشؤون الأوروبية الآسيوية، بما في ذلك دول ما بعد الاتحاد السوفييتي الأخرى.
أدى الصراع العرقي الأخير بين قيرغيزستان وطاجيكستان إلى خلق خطر زعزعة استقرار المنطقة - الأمر الذي قد يخدم مصالح روسيا والصين، وهو ما ترغب الولايات المتحدة بمنعه.
وبالتالي، فإن تعيين سفير الولايات المتحدة الحالي في قيرغيزستان قبل أسبوع كمساعد وزير الخارجية لجنوب ووسط آسيا هو علامة جيدة على أن دول ما بعد الاتحاد السوفييتي المهددة بفخ روسي تمثل أولوية لإدارة بايدن.
كما هو الحال دائما، ما يحدث بعد ذلك يعتمد إلى حد كبير على أوكرانيا.
تخوض أوكرانيا حربًا على جبهتين: واحدة في الشرق ضد العدوان الروسي، والأخرى داخل البلاد، ضد الفساد.
لا يزال الفساد الخارج عن السيطرة يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي في أوكرانيا، وبالتالي لأوروبا، ولهذا يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
سننتظر لنرى ما سيحدث، لكن خطوات بلينكن الأولى تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة لأوكرانيا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022