اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية الأحد أنّ التقارب التركي الأوكراني بات يثير مخاوف متصاعدة لدى الروس الذين يشعرون بالعزلة مع الغرب وحلف شمال الأطلسي.
ويقول التقرير إنّ "عاصفة جليدية تهبّ على العلاقة الخاصة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اللذين يبدو أنهما حتى الآن متحدان في شكل من أشكال التعاون العدائي وأحيانًا حلفاء وأحيانًا خصوما".
ويروي التقرير جوانب التعاون العسكري بين تركيا وأوكرانيا معتبرا أنّه "من خلال تصدير منتجات صناعته الدفاعية يعزّز أردوغان ثقله في المنطقة وفي دعمها لأوكرانيا تقف تركيا إلى جانب حلفائها في حلف شمال الأطلسي الذين أصيبوا بخيبة أمل من شراء أنظمة صواريخ روسية من طراز "أس 400″ والتي لا تتوافق مع دفاعات الحلف".
ويضيف أنّ "تصريحات أردوغان بشأن شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا وهي تابعة لأوكرانيا) مصدر قلق آخر لموسكو، ففي استقباله نظيره الأوكراني يوم السبت 10 أبريل / نيسان في اسطنبول أكد مجددا تمسكه "بوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا" وفي بيان مشترك صدر بعد الزيارة تعهد أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتعزيز "وحدة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليًا وإنهاء احتلال شبه جزيرة القرم ومناطق دونيتسك ولوهانسك".
ويشير التقرير إلى "موضوع آخر من المحرمات أعاد أردوغان التأكيد على دعمه لترشيح أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي وهو أمر مستفزّ لفلاديمير بوتين الذي يشعر بأنه بات محاصرا بحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود: رومانيا وبلغاريا وتركيا في الحلف وجورجيا وأوكرانيا يحلمان بالانضمام إليه".
ووفق التقرير فقد علّق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد يومين من زيارة الرئيس الأوكراني لإسطنبول، بالقول "لا ينبغي لأي دولة أن تغذي الميول العسكرية الأوكرانية، وعلاوة على ذلك فإن موسكو لا تيأس من إقناع أنقرة بالطبيعة الخاطئة لموقفها من شبه جزيرة القرم" بحسب قول المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الجمعة.
ويضيف التقرير: "إذا توصل أردوغان وبوتين حتى الآن إلى اتفاق بشأن مسارح عمليات بعيدة، لا سيما في سوريا فإنّهما يكافحان من أجل التوفيق بين مصالحهما في البحر الأسود حيث يبدو موقف تركيا أقرب إلى موقف شركائها الغربيين."
ووفق التقرير: "تشعر موسكو بالقلق من تجدد التعاون العسكري بين أوكرانيا وتركيا خوفًا من هيمنتها في المنطقة بعد أن اضطربت التوازنات الجيوسياسية في عام 2014 بسبب قرار موسكو ضم شبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة أوكرانية منذ عام 1957" مشيرا إلى أنّه "في شرق أوكرانيا أدى الصراع الذي أشعلته روسيا بين الانفصاليين الذين تدعمهم والقوات الأوكرانية إلى مقتل ما يقرب من 14000 شخص.
واليوم تنذر الحرب بالبدء من جديد حيث تصاعدت التوترات منذ أن نشرت موسكو آلاف الجنود والأسلحة الثقيلة في الأيام الأخيرة على طول الحدود الروسية الأوكرانية".
ويوضح أنّه "في هذا السياق يشكل امتلاك كييف طائرات تركية مسلحة من دون طيار مصدر قلق خاص للجيش الروسي الذي يبدو مقتنعًا بأن هذه الأسلحة ستستخدم قريبًا ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا، بينما لا يخفى عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطائرات المسيرة التركية أعطت أذربيجان ميزة حاسمة في الحرب التي خاضتها ضد الأرمن في خريف عام 2020 للسيطرة على منطقة كاراباخ العليا ولهذا السبب يريد الحصول على المزيد وتقوية التعاون العسكري مع أنقرة".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022