إطلالة على تواجد المسلمين التتار في جمهورية ليتوانيا 

مسجد العاصمة الليتوانية فيلنوس - صورة تعود إلى عشرينيات القرن العشرين
نسخة للطباعة2021.04.05

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

بداية، لا بدّ التوضيح، أن مصطلح "تتار ليتوانيا" يُقصد به عند المؤرخين مجموعات التتار المسلمين الذين عاشوا في أراضي كل من ليتوانيا وبيلاروسيا وبولندا وغرب أوكرانيا، الذين يطلق عليهم أيضا (تتار ليتوانيا - بولندا) أو (تتار بيلاروسيا) أو (تتار ليبكي).

أما حديثنا في هذه المقالة فهو عن التتار الذين يقطنون جمهورية ليتوانيا اليوم، الذين استوطنوا في ليتوانيا منذ عام 1321م، لكن من المؤرخين من يقول بأن دخول التتار للأراضي الليتوانية كان أواخر القرن الرابع عشر وتحديدا 1397م أيام حكم دوقية ليتوانيا العظمى (1263- 1795م)، وقد تحالف التتار وحاربوا إلى جانب الإمارة اللّيتوانية، والتي كانت تضم أراضي واسعة من بيلاروسيا واوكرانيا وبولندا.

ثم جاءت الدفعة الثانية من التتار من شعب نوغاي القرم عام 1397م عندما كانت القرم تحت حكم القبيلة الذهبية (1240- 1446). 

وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر قدمت الموجة الثالثة إلى ليتوانيا من خانية تتار القرم. وكانت الجيوش الليتوانية تضم الآلاف من المحاربين التتار، الذين تمتعوا بتقدير وسمعة طيبة، وتشكلت منهم طبقة من النبلاء.

وقد تعرض التتار في ليتوانيا لحملات من الاضطهاد الديني في القرن 17م، وفي حقبة الحكم الشيوعي لليتوانيا بين أعوام (1940- 1990)، إذ أُغلق 25 مسجدا للتتار، بقي منها اليوم أربعة فقط.

يذكر أن التتار في ليتوانيا كانوا يكتبون لغتهم بالأحرف العربية قبل 250 سنة.

عدد التتار المسلمين في ليتوانيا -بحسب إحصائية 2011- هو 3000 شخصا تقريبا، ويقطنون في العاصمة فيلنيوس ومدن: كاوناس وكلايبيد وغيرها.

تتار ليتوانيا يشكلون اليوم مجتمعا صغيرا يعد جزء أصيل من المجتمع الليتواني، ويعتزون بثقافتهم الإسلامية، ولهم مساجد ومتاحف ومؤسسات ومراكز ثقافية، ويقيمون ندوات ولقاءات علمية للتعريف بتاريخهم وتراثهم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022