في مقابلة حديثة مع Axios، أثار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سؤولا حول "لماذا لم تدخل أوكرانيا في عضوية حلف الناتو؟".
بالنسبة للناتو، أوكرانيا اليوم ليست فقط طرفا متلقيا أمنيا، ولكنها جهة مانحة أمنية في منطقتها.
نجحت أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي منذ نحو سبع سنوات وحتى الآن، لا لحماية نفسها فقط، ولكن أيضا لحماية منطقة أوسع بين بحر البلطيق والبحر الأسود.
بردع العدوان الروسي في ساحة المعركة العسكرية التقليدية، اكتسبت أوكرانيا خبرة لا تقدر بثمن، وكذلك في مجال الحرب الهجينة، التي تشمل المعلومات السيبرانية، وحملات التضليل وتداعياتها.
هذه العوامل تجعل أوكرانيا مرشحا قويا لعضوية الناتو. وهذا هو الجانب العقلاني للإجابة على سؤال الرئيس زيلينسكي.
ثمة حاجة إلى زيادة وتعزيز قابلية التشغيل البيني للقوات المسلحة الأوكرانية مع زملائهم في الناتو. كما يشمل هذا الأمر استكمال تطبيق معايير الناتو، ومواصلة العملية الأوسع للإصلاحات الأوروبية الأطلسية.
في الواقع، حققت أوكرانيا بالفعل تقدما كبيرا على هذا المسار منذ عام 2014، واكتسبت العملية مؤخرا زخما إضافيًا في العديد من المجالات.
الجانب العاطفي للمعادلة أقل وضوحًا بكثير. تعلب فيه الأساطير والمخاوف دورا كبيرا كلما ظهر الكلمتان "أوكرانيا" و"الناتو" في نفس الجملة.
في السنوات الأخيرة، جمعت روسيا بين العمليات العسكرية وحملات التضليل المصممة لتبرير أعمالها العدوانية.
الحديث هنا عن فكرة روسيا "الدفاعية" بشكل أساسي، وأنها "مجبرة" على حماية حدودها من "توسع الناتو".
تستند هذه الرواية برمتها إلى مزاعم تم فضحها منذ فترة طويلة، بشأن "تعهد" قدمه الغرب للاتحاد السوفييتي بعدم توسيع الناتو شرقا بعد سقوط جدار برلين.
وفقًا للرواية الروسية للأحداث، وعد وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في عام 1990 بأن الناتو لن يتحرك شرقا إذا سمح الاتحاد السوفيتي بإعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية.
تثبت وثائق الأرشيف أنه لم يتم تقديم مثل هذا التعهد على الإطلاق. حتى غورباتشوف نفسه صرح في أكتوبر 2014 أن الموضوع لم يناقش في ذلك الوقت. وهذا يبدو منطقيا.
في أوائل عام 1990، لم يكن أحد يفكر في إمكانية أن تطمح أي دولة من دول حلف وارسو -حتى من الناحية النظرية- إلى عضوية الناتو. بدلا من ذلك، أشارت المناقشات الوحيدة حول توسيع الناتو (على وجه التحديد) إلى ألمانيا الشرقية.
سمح هذا الخداع لموسكو بالترويج لأسطورة الناتو وأطماعه التوسعية مزدوجة المعايير. ولسوء الحظ، لا يزال العديد من الناس حول العالم يتأثرون بهذا الخداع.
أحد الدروس الرئيسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هو أنه لا يوجد شيء يدعو إلى عدوان الكرملين أكثر من دعوات "عدم استفزاز" روسيا. وفي هذا الإطار، كانت موسكو دائما جيدة في بيع الخوف.
في قمة بوخارست عام 2008، أوضح الناتو أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الناتو يوما ما. كما دعم التحالف طلبات كلا البلدين لخطط عمل العضوية (MAPs)، ووافق على أن هذه ستكون الخطوة التالية نحو العضوية النهائية.
مرت ثلاثة عشر عامًا على قمة بوخارست، لكن مازالت كل من أوكرانيا وجورجيا تنتظران.
منذ قمة بوخارست في عام 2008، تعرضت أوكرانيا وجورجيا لهجوم عسكري من قبل روسيا، ما أسفر عن مقتل العديد من الأرواح واحتلال أراض واسعة.
تم احتواء هذا العدوان، ولكن بتكلفة باهظة، وبشكل مأساوي. لكن كلا البلدين لم يتخلوا عن تطلعاتهم نحو العضوية في الناتو.
الثقة بين الحلف وأوكرانيا وجورجيا تنمو باستمرار. وأوكرانيا قامت مؤخرا بتسريع إصلاحاتها المحلية الأوروبية الأطلسية.
أوكرانيا وجورجيا دولتان مهمتان لحلف الناتو. وحتى في وضعهم الحالي كشركاء بدلاً من أعضاء، فإنهم بالفعل يدافعون بحكم الواقع عن الجناح الشرقي للحلف، ويلعبون دورا حاسما في أمن منطقة البحر الأسود.
وختاما، أوكرانيا تسير وفق خريطة طريق واضحة، وستنضم في النهاية إلى الحلف.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - Atlantic Council
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022