اشتباك سياسي ألماني أوكراني على وقع زيارة بوريل "الباهتة" إلى موسكو

نسخة للطباعة2021.02.12
شادي عاكوم - برلين

يسود التخبط بين دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية ترتيب العلاقة المستقبلية مع روسيا، وقد عكس الأسبوع الأخير صورة الانقسام بين أطرافه بفعل ثلاث قضايا: مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، وقضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، والاشتباك الأوكراني الألماني على خلفية تصريحات صحافية للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وُصفت من قبل كييف بأنها "تحريف للتاريخ".

استياء من معاملة بوريل

وإزاء ما تقدم، يبدو جلياً أن الاستياء بلغ ذروته من طريقة تقديم أوروبا نفسها في روسيا، ومن أن التعاطي مع الأخيرة يتم من دون خطة مدروسة. وفي هذا السياق أشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، سافر إلى روسيا الأسبوع الماضي من دون تفويض واضح من الأعضاء في التكتل الأوروبي، وسمح لنفسه بأن يعامل كالتلميذ، وأُعلن عن طرد ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين خلال وجوده في ضيافة رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف. 

واعتبرت الصحيفة ذلك بمثابة "برهان على العلاقة الفاترة بين الطرفين، وكان الأجدى بالأوروبيين أن يردوا على هذا الإذلال".

منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، سافر إلى روسيا الأسبوع الماضي من دون تفويض واضح من الأعضاء في التكتل الأوروبي

غضب أوكراني

إلى ذلك، توّجت تجاذبات الأيام الماضية أخيراً بمقابلة أجراها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مع صحيفة "راينشه بوست"، والتي قال فيها إن علاقات الطاقة هي تقريباً آخر جسر بين روسيا وأوروبا، و"هدم الجسور ليس علامة قوة"، رغم أنه أدان اعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني، مشدداً على أن محاكمته لا علاقة لها بسيادة القانون، حتى تورط في المثلث التاريخي الذي عايشته كل من روسيا وألمانيا وأوكرانيا، بعدما استذكر الهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي السابق في الحرب العالمية الثانية وسقط هناك أكثر من 20 مليون شخص قتيلًا، وقال إن ذلك "لا يبرر سوء السلوك في السياسة الروسية اليوم، لكن يجب ألا نغفل الصورة الأكبر". 

تصريحات الرئيس الألماني قوبلت بالدهشة والسخط في كييف بعد أن تحدث بحجج تاريخية مشكوك فيها، الأمر الذي دفع سفيرها لدى ألمانيا، أندريه ميلينيك، للرد برسالة على كلام شتاينماير، لافتاً إلى أن كلام الأخير أصاب الأوكرانيين في الصميم، مبرزاً أن "نورد ستريم 2" يظل مشروعاً جيوسياسياً للرئيس الروسي بوتين يتعارض مع المصالح الأوكرانية، "لذلك من السخافة أن نقحم فظائع عهد الإرهاب النازي في هذا النقاش بالذات، وأن ننسب ملايين الضحايا السوفييت في حرب الإبادة والاستعباد الألمانية حصرياً إلى روسيا.

لم يذكر شتاينماير صراحة الملايين من ضحايا الديكتاتورية النازية في أوكرانيا، التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفييتي. فيما رد مكتب الرئيس الاتحادي، في بيان مقتضب، بأنه "لا يفهم تماماً هذا الرد". 

ومع اتضاح أن الحكومة الألمانية لا تريد استخدام خط أنابيب الغاز كوسيلة للضغط على موسكو، تساءلت زعيمة حزب الخضر الألماني، أنالينا بربوك، وفق شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، ما إذا كانت الحكومة الاتحادية قد تخلت تماماً عن مطالبتها باتخاذ موقف واضح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وسياسة حقوق الإنسان العالمية، "فاللعبة الدبلوماسية للعقوبات والعقوبات المضادة بدأت الآن، والطرد المتبادل للدبلوماسيين لا يعتبر إجراء قاسياً بحق موسكو".

وفي شأن ذي صلة، أبرزت "زود دويتشه تسايتونغ" تصريحات للخبير في الشأن الأوروبي دانييل فرايد من مجلس الأطلسي للأبحاث، بأنه على الإدارة الأميركية الجديدة أن تتخلى عن رفضها الصارم لخط الأنابيب شبه المكتمل، وأن تسعى بدلاً من ذلك إلى حل وسط مع الحكومة الألمانية، وأن يصار، مقابل التخلي عن العقوبات، إلى طلب ضمانات لكييف، ويتم تمديد عقد عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى ما بعد 2024، وتقدم ألمانيا مساهمة أكبر في أمن الطاقة في وسط وشرق أوروبا، أي أنه يجب التقليل من قدرة الكرملين على استخدام الطاقة كوسيلة ضغط.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العربي الجديد

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022