باعدت الأزمة الأوكرانية بين كييف وموسكو، ووترت الأزمة السورية العلاقات بين روسيا وتركيا، فتنامت بين أوكرانيا وتركيا المصالح، وجمعهما خلاف مع "عدو مشترك"، كما يرى مراقبون.
عدو دفع ناشطين أوكرانيين لإعداد مقطع فيديو بعنوان: "المجد لقوات سلاح الجو التركي، والموت للأعداء"، دعما وتأييدا لتركيا بعد إسقاطها طائرة سوخوي 24 الروسية.
المقطع قوبل بتفاعل عدة وسائل إعلام تركية، وصفت الأوكرانيين بأنهم "إخوة"، وشكرتهم على دعمهم، في إشارة إلى موقف أوكرانيا وتركيا المتشابه من روسيا، بعد ضم القرم ودعم الانفصاليين في الأولى، ودعم نظام الأسد في الثانية.
وسرعان ما رد ناشطون أتراك بمقطع يدعم قوات الجيش الأوكراني في مواجهة الانفصاليين المدعومين من قبل روسيا شرق البلاد.
تقارب وتأييد
وقريبا من الموقف الشعبي، ظهرت وكثرت عبارات التأييد، وتسارعت خطى التقارب التجاري بين الدولتين بعد حادثة الطائرة على شكل مشاريع ومبادرات.
السفير الأوكراني لدى أنقرة سيرغي كورسونسكي أعلن أن "تركيا محقة في إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت مجالها الجوي، وأنها تصرفت وفق قواعد الاشتباك المعلنة عنها، التي تعلمها روسيا".
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أكد أن أنقرة لن تعترف بما أسماه "الاحتلال الروسي" لشبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا.
متحدث حكومي أنأوكرانيا وتركيا اتفقتا على المشاركة في تطوير الصناعة البحرية، لتعزيز سلامة وأمن البحر الأسود.
وتحدثت تقارير إعلامية عن مباحثات بين شركة "أسيلسان" التركية ونظيرتها الأوكرانية "أوكرأبرون بروم" لتنفيذ برامج مشتركة تهدف إلى تطوير الدبابات، وتوسيع التعاون لاحقا ليشمل المدفعية أيضا.
وردا على العقوبات الروسية، أعلن وزير السياسات الزراعية والغذائية الأوكراني أوليكسي بافلينكو أن بلاده "مستعدة لسد أي فجوة محتملة في سوق المواد الغذائية التركية، جراء فرض موسكو قيودا تجارية على أنقرة، وخاصة في مجال صادرات القمح والشعير والذرة ومنتجات الدواجن، أو أي منتجات غذائية ذات منشأ خارجي".
ثم أعلنت نائبة وزير التنمية الاقتصادية نتاليا ميكولسكايا أن أوكرانيا وتركيا اتفقتا على عقد جولة مفاوضات مع بداية 2016، لإنشاء منطقة تجارة حرة بينهما.
دعم التتار
ويبدو أن تركيا تتجه لدعم تتار القرم الرافضين لاحتلال شبه الجزيرة من قبل روسيا، الأمر الذي قوبل بترحيب التتار، وبعبارات حذر المراقبين.
الناشط التتري ومنسق عملية الحصار الذي يفرضه التتار على شمال شبه جزيرة القرم لينور إسلاموف، قال إن تركيا بدأت تقديم الدعم لـ"كتيبة تتار القرم" في أوكرانيا.
وذكر أن تمويل الكتيبة يقتصر في الوقت الراهن على المتبرعين، فيما تأخذ أنقرة على عاتقها مسائل الإمداد، حيث من المنتظر في القريب وصول دفعة من الألبسة الخاصة والأحذية من تركيا.
في حديث معنا، قال أندريه بوزاروف خبير العلاقات الدولية: "مصالح أوكرانيا وروسيا التقت بسبب العداء المشترك لروسيا، ولكني أعتقد أنها هذا سيزيد الأزمات تعقيدا، لأن روسيا دولة قوية".
وأوضح بالقول: "إذا دعمت تركيا التتار أو المعارضة السورية، فستزيد روسيا من دعمها لانفصاليي أوكرانيا، وربما ستتجه لدعم قوات حزب العمال الكردستاني. على أوكرانيا أن تكون حذرة في قراراتها دون اندفاع، لأنها غارقة في أزمتها".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022