أوكرانيا تستعد لإحياء الذكرى الثلاثين لأسوأ حادث نووي في التاريخ

نسخة للطباعة2016.04.20

تحيي أوكرانيا في 26 نيسان/ابريل ذكرى كارثة تشيرنوبيل أسوأ حادث نووي في التاريخ أدى الى تلوث في جزء من أوروبا وما زالت انعكاساته الصحية تثير جدلا كبيرا.

وعلى مر العقود، بدا أن تشيرنوبيل أصبحت منسية الى حد كبير من العالم، لكن الكارثة النووية في محطة فوكوشيما اليابانية التي نجمت من زلزال تلاه تسونامي في 2011، احيت المخاوف واطلقت الجدل الدولي حول سلامة هذا النوع من الطاقة.

وفي يوم احياء ذكرى الكارثة، سيتوجه الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو يرافقه سوما شاكرابارتي رئيس البنك الأوروبي لاعادة الإعمار والتنمية الذي يدر صندوقا لضمان سلامة الموقع، إلى مكان الحادث لتكريم ذكرى الضحايا.

وقبل ثلاثين عاما، وفي الساعة 1:23 انفجر المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبيل، الذي يقع على بعد نحو مئة كيلومتر عن كييف في شمال أوكرانيا، خلال تجربة لسلامته. واحترق الوقود النووي لمدة عشرة أيام، ليبعث في الجو عناصر مشعة سببت تلوثا طال حسب التقديرات ثلاثة أرباع أوروبا، لكنه تركز في أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا التي كانت جمهوريات سوفياتية حينذاك.

صمت موسكو 
حاولت موسكو اخفاء الحادث. ولم يتم اجلاء 48 الف نسمة، هم سكان مدينة بريبيات، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات فقط ، الا بعد ظهر السابع والعشرين من نيسان/ابريل. واطلق أول تحذير عام في 28 نيسان/ابريل من قبل السويد التي رصدت ارتفاعا في النشاط الاشعاعي. ولم يتحدث الرئيس ميخائيل غورباتشيوف عن الحادث علنا قبل 14 ايار/مايو.

في المجموع، تم اجلاء 116 الف شخص في 1986 من منطقة تبعد ثلاثين كيلومترا حول المحطة، وما زالت محظورة اليوم. وفي السنة التالية، اجلي 230 الف شخص آخرين. واليوم يعيش خمسة ملايين أوكراني وروسي وبيلاروسي في الأراضي التي أصابتها الاشعاعات بدرجات متفاوتة.

وخلال أربع سنوات، عمل حوالى 600 ألف خبير في "تصفية" المفاعلات، معظمهم من العسكريين والشرطة ورجال الاطفاء وموظفي المحطة، في مكان الحادث، باجراءات وقاية محدودة او حتى بدونها لاطفاء الحريق وبناء غطاء من الاسمنت، لعزل المفاعل الذي انفجر وتطهير الأراضي المحيطة به.

واليوم، ما زالت حصيلة ضحايا الكارثة تثير جدلا. ولا تعترف اللجنة العلمية للأمم المتحدة رسميا سوى بموت نحو ثلاثين من العاملين في المفاعل ورجال الاطفاء الذين قتلوا بالاشعاعات الحادة التي انبعثت بعد الانفجار تماما.

وفي 2005، تحدث تقرير للأمم المتحدة عن وفاة "عدد يصل الى أربعة آلاف شخص" في الدول الثلاث الأكثر تضررا. لكن بعد عام، قدرت منظمة غرينبيس المدافعة عن البيئة عدد الوفيات بنحو مئة ألف. وواصلت محطة تشيرنوبيل انتاج الكهرباء حتى كانون الأول/ديسمبر 2000 عندما توقف آخر مفاعلاتها عن العمل تحت ضغط الغربيين.

وتعهدت الأسرة الدولية بتمويل غطاء جديد أكثر أمانا، اذ أن صندوقا اسمنتيا شيد بسرعة خلال ستة أشهر فوق المفاعل المتضرر، مهدد بالانهيار مما يؤدي الى تعريض مئتي طن من المواد المشعة للهواء. وبهذا الهدف انشئ صندوق يدير البنك الأوروبي لاعادة الاعمار والتنمية.

صندوق جديد 
وبعد سنوات من الاخذ والرد، اطلقت في 2010 اول الاعمال لانشاء غرفة عملاقة من الفولاذ الثقيل تزن 25 طنا، ويبلغ ارتفاعها 110 امتار لتغطية المفاعل. وللمقارنة، حجم هذا الصندوق يمكن ان يكفي ليغطي كنيسة نوتردام في باريس.

هذا الصندوق الذي يقوم بتنفيذه كونسورسيوم نوفاركا، الشراكة بين المجموعتين الفرنسيتين بويغ وفانسي، تقدر كلفته بـ2,1 مليار يورو. وقد تم تجميعه ويفترض ان يوضع فوق الغطاء القديم ويصبح فاعلا في نهاية 2017.

ويفترض ان يعطي هذا الصندوق الجديد، الذي يفترض ان يكون فعالا "لمئة عام على الاقل"، العلماء، الوقت لايجاد وسائل لتفكيك وازالة بقايا المفاعل المتضرر وتطهير الموقع ليعود "ارضا خضراء" يوما ما.

وتم ايجاد الاموال لبناء الغطاء، لكن "من غير الواضح" من سيموّل استثماره وصيانته، كما قال مصدر اوروبي قريب من الملف عبّر عن قلقه في هذا الشأن. واضاف ان هذه القضية يمكن ان تبحث في اجتماع المانحين في 25 نيسان/ابريل في كييف.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022