هل ينبغي أن يشعر العالم بالقلق من الانتشار العسكري الروسي على حدود أوكرانيا؟

نسخة للطباعة2021.11.17
أوبين لارات - صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية

هناك استنفار على كل الجبهات، وفي الوقت الذي يزداد فيه تأجيج أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، تنشر روسيا عشرات الآلاف من العسكريين بالقرب من أوكرانيا، ما يثير قلقا غربيا متزايدا من غزو روسي مرتقب لها.

من الصعب معرفة طبيعة الانتشار العسكري على الحدود الأوكرانية، إذ يقول برونو تيرتريه، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية "إن الانتشار العسكري لافت للنظر ولكنه ليس الأول، فقد شهدنا منذ عام 2014 عدة عمليات انتشار عسكري على الحدود الأوكرانية".

100 ألف جندي على الحدود

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث يوم السبت الماضي عن وجود ما يقارب 100 ألف جندي بالقرب من الحدود، وقال في شريط مصور "يمكن للعالم كله الآن أن يرى بوضوح من يريد السلام حقا ومن يضع قرابة 100 ألف جندي على حدودنا".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأسبوع الماضي إن "روسيا لا تشكل أي تهديد لأي شخص، فنحن نهتم بشؤوننا ونتخذ إجراءات لضمان أمننا إذا لزم الأمر، خاصة إذا كانت هناك أعمال استفزازية لخصومنا بالقرب من حدودنا".

غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تساءل "ما الذي تعده روسيا؟ لا نعرف بوضوح نوايا موسكو، لكننا نعرف خطتها القتالية"، مشيرا إلى أن موسكو تخطط لغزو شرق أوكرانيا.

وترى كارول غريمو بوتر أستاذة الجغرافيا السياسية الروسية بجامعة مونبلييه أن من المهم وضع العملية العسكرية في أوكرانيا في سياقها الصحيح، خاصة أن الناتو يقوم بتدريبات في البحر الأسود، والسفن الروسية تمر بها بانتظام بالقرب من السفن الأميركية، مما يخلق شعورا بالتوتر داخل هيئة الأركان العامة الروسية"، وقد ازداد التوتر حدة بمشاركة أوكرانيا في مهمات الناتو التي ترغب في الانضمام إليه.

وضع حرج في بيلاروسيا

وبالإضافة إلى عناصر الخلفية المذكورة ترى الصحيفة أن ما يحدث في بيلاروسيا هو جزء لا يتجزأ من الصورة، حيث يقوم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المستهدف بعقوبات أوروبية والمدعوم من قبل موسكو بخلق أزمة هجرة إلى الاتحاد الأوروبي عبر حدود بولندا حيث يدفع بالمهاجرين إلى حدود الاتحاد من أجل الضغط على دوله وخلق مزيد من التوتر، فهل هناك صلة بين الأزمة هناك والوجود الروسي في أوكرانيا؟

ربما لا تكون هناك علاقة مباشرة بين الأزمتين، و"لكنهما تتداخلان -حسب كارول غريمو بوتر- بحيث يمكن لروسيا أن تستغل الوضع في بيلاروسيا لصالحها، وسيكون ذلك خطيرا على الجانب الأوكراني، خاصة إذا كانت خطة لوكاشينكو هي إشعال البارود.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022