من يروّج لسيناريو الغزو الروسي ولماذا؟

نسخة للطباعة2021.11.16
دميترو فورونكوف - محلل سياسي 

بالنسبة للسيناريو الذي تمت مناقشته حول إمكانية غزو روسيا لأوكرانيا. بدأت العبارات الأولى من هذا النوع في الظهور عبر المحيط، أي في الولايات المتحدة الأمريكية.

حتى مع مراعاة تكديس المعدات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. لا أعتقد أن بوتين سيتصرف بشكل أخرق، على مرأى ومسمع الجميع.

في الوقت نفسه، في أوروبا وأوكرانيا، تم التقاط هذا الموضوع على الفور، وترويجه بشكل هستيري، وكلّ لصالحه.

السلطات الأوكرانية مهتمة بمثل هذه المسألة من وجهة نظر تحويل انتباه المواطنين من حالة أزمة اجتماعية واقتصادية وفشل في مجال الطاقة إلى وجود عدو خارجي. وبطبيعة الحال، ينفي الاتحاد الروسي عن نفسه مثل هذا السيناريو.

شخصيا، أرى سيناريو الغزو غير مرجح (رغم أنه يمكن توقع أي شيء من روسيا). 

نعم، يمكنها تفعيل المسلحين في دونباس (شرق أوكرانيا)، وإثارة نزاعات عسكرية على الحدود مع بولندا، والهجوم على أوكرانيا بموجة من سلاح الهجرة؛ لكن الغزو واسع النطاق لا معنى له بالنسبة لبوتين. 

يحاول الكرملين أن يضغط على أوكرانيا، ليس باستخدام القوات العسكرية، ولكن من خلال القوى الاقتصادية. وعلى وجه الخصوص، عن طريق الابتزاز بالغاز، ما يهدد وجود أنابيب العبور الأوكرانية.

إن زعزعة الاستقرار الداخلي لأوكرانيا أمر مثير للاهتمام أيضا بالنسبة للكرملين، ولكنه لن يكون من خلال غزو واسع النطاق، ما قد يضع بوتين كنقطة سوداء في نظر قادة العالم.

لا أستبعد أن ما يحدث استفزاز أمريكي متعمد، من الصعب فهم الأسباب التي تكمن وراءه. ولكن، من الواضح أن هذا التوتر يصب في مصلحة واشنطن. 

ربما، يريد الأمريكيون تقويض الثقة بروسيا بين الأوروبيين، وخاصة في برلين. وبالتالي تكون هناك فرصة لتجميد خط "نورد ستريم 2" لفترة معينة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022