مع اقتراب أزمة المهاجرين من الحدود.. أوكرانيا تستنفر قواها و"الحلفاء"

نسخة للطباعة2021.11.16

صفوان جولاق - كييف

في ظل الإجراءات الصارمة التي تفرضها بولندا على طول حدودها مع بيلاروسيا، لصد المهاجرين عن دخول أراضيها والاتحاد الأوروبي، من الواضح أن أوكرانيا تتحسب لانتقال الأزمة قريبا إلى حدودها، وتستنفر قواتها والتحالفات الإقليمية لمواجهتها.

يبدو هذا جليا من خلال الاتصالات التنسيقية الماراثونية بين مسؤولي أوكرانيا وبولندا، على مستوى الرئاسة والداخلية والأجهزة الأمنية المعنية، لاسيما بعد أن حذرت وارسو من أن سلطات بيلاروسيا قد تدفع المهاجرين صوب أوكرانيا، للتسلل لاحقا إلى الاتحاد الأوروبي.

استنفار حدودي

وبالفعل، عززت أوكرانيا حدودها مع بيلاروسيا، بنشر نحو 8500 جندي، وتدريبات تجريها شرطة الحدود استعدادا لاشتباكات محتملة مع المهاجرين، مع تخصيص 15 طائرة مروحية لنقل المزيد القوات إلى الحدود، ودراسة فرض حالة الطوارئ في المناطق الحدودية الشمالية، إذا استدعى الأمر.

ويبدو أن أوكرانيا تخشى كثيرا انتقال الأزمة إلى أراضيها، بما تحمله من أعباء وتداعيات شتى، لدرجة أن أحد الألوية في جيشها هدد بـ"القضاء" على كل من يحاول اجتياز حدود البلاد من الجانب البيلاروسي، قبل أن يتراجع ويفسر التهديد بأن يقتصر على "مجموعات استطلاع تخريبية"، قد تحاول التسلل تحت قناع المهاجرين.

حول هذا الصدد، يقول إيليا كوسا، الخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، للجزيرة نت: "لم تصل الأزمة بعد إلى أوكرانيا، لكن وصولها سيكون أكثر خطورة من انحصارها اليوم في إطار الحدود البيلاروسية البولندية".

ويضيف موضحا: "الحدود الأوكرانية البيلاروسية أطول بكثير من الحدود البيلاروسية البولندية، ومن المعروف أن ضبطها، كان ولا يزال صعبا، ما يعني أن الأمور فيها قد تخرج عن السيطرة، وهذا ما تخشاه أوكرانيا، لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية".

أدوار الحلفاء

وإلى جانب استنفارها الأمني، تنشط الدبلوماسية الأوكراني لتفعيل تحالفات إقليمية ودولية، من شأنها منع الأزمة، أو الحد من تداعياتها، بحسب مسؤولين ومحلللين.

وهنا يبرز تحالف "مثلث لوبلين"، الذي عقدته في يوليو 2020 كل من أوكرانيا وبولندا وليتوانيا، بمدينة لوبلين البولندية؛ وهو عبارة عن منصة ثلاثية للتعاون بين هذه الدول، ومواجهة "الخطر الروسي" عليها.

وفي هذا الإطار، على ما يبدو، رأى وزير الخارجية الأوكراني السابق، بافلو كليمكن، أن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني يجب أن يعقد اجتماعات تنسيق مع نظرائه في دول المثلث، ولاتفيا، بمشاركة بروكسل، للخروج بموقف مشترك واستراتيجية مشتركة.

وهنا يوضح إيليا كوسا، الخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، بالقول للجزيرة نت: "أوكرانيا تنظر إلى أزمة المهاجرين كأزمة خلقتها روسيا، التي تتحكم بقرارات وإجراءات حليفها لوكاشينكو في مينسك، وبالتالي، من المنطقي أن يذكر تحالف "مثلث لوبلين"، الذي يجمع الدول المعنية.

لكن كوسا يرى أن "من غير المنطقي التعويل كثيرا على الحلف، لأنه حديث عهد، ولم يعقد ليواجه سريعا أزمات بهذا الحجم؛ في حين أن الدور الأوروبي سيكون -دون شك- أكبر وأكثر تأثيرا".

ضمانات ودعم

وفي إطار تحالفاتها وشراكتها مع الاتحاد الأوروبي، يرى سياسيون أن على أوكرانيا دفع الاتحاد نحو تقديم ضمانات ودعم، في خضم الأزمة.

يقول وزير الخارجية الأوكراني السابق، بافلو كليمكين: "إذا ما وصل المهاجرون إلى حدودنا، يجب أن نحصل على ضمانات من الأوروبيين، بأنهم سيساعدون المهاجرين، إما بنقلهم إلى دول في الاتحاد الأوروبي، أو بإعادتهم إلى أوطانهم). 

ويرى كليمكن أن "أوكرانيا يجب أن تحصل على دعم عاجل، وبنفس الطريقة التي سيساعد بها الاتحاد الأوروبي دوله المجاورة لبيلاروسيا. هذا ما أسميه "التضامن الأوروبي"، الذي، بدونه، لا وجود لأي "تكامل أوروبي"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022