محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
قرر برلمان إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا يوم الأمس تحديد السادس عشر من شهر آذار/مارس الجاري موعدا لإجراء استفتاء على مصير الإقليم، بين أن يكون جزءا من الأراضي الروسية، أو أن يكون تابعا جغرافيا لأوكرانيا، ومستقلا بدستوره وإرادته عنها.
قرار البرلمان أثار غضب المناوئين لسلطات الإقليم الموالية لروسيا، لاسيما بعد مطالبة نواب قرميين روسيا بضم القرم إلى أراضيها، وتوجههم اليوم إلى موسكو لإقناعها بذلك.
أكثر الغاضبين هم تتار القرم (20% من إجمالي عدد سكان الإقليم البالغ 2.5 مليون نسمة)، فقد دعا رفعت تشوباروف رئيس مجلس شعب التتار إلى مقاطعة الاستفتاء، مجددا التأكيد على أن السلطات القرمية الحالية "غير شرعية"، ولا يعترف التتار بها وبأي قرار يصدر عنها أو في ظلها، داعيا الغرب إلى حماية وحدة وسيادة أراضي أوكرانيا.
كييف ترفض
موقف كييف جاء أكثر صرامة، فقد أعلن أوليكساندر تورتشينوف القائم بأعمال الرئاسة ورئيس البرلمان أنه ألغى قرار برلمان القرم بحكم صلاحياته عليه، مؤكدا عدم شرعيته وشرعية حكومة سيرغي أكسينوف.
أما رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك، فقال إن القرم جزء من أوكرانيا وسيبقى كذلك، متهما روسيا بشن حرب على أوكرانيا لفصل الإقليم أو زعزعة استقراره، قائلا: "روسيا بدأت الحرب، وعلى روسيا إنهاؤها".
وأشار ياتسنيوك إلى أن موسكو ترفض التواصل المباشر مع كييف، قائلا: لدى المجموعة التي تضم روسيا وأوكرانيا وأمريكا وبريطانيا كل الوسائل اللازمة لحل الأزمة بالحوار، ولكن روسيا ترفض التواصل معنا مباشرة".
قرار اعتقال
رفض بعض الساسة في كييف جاء بتعبيرات أكثر حدة، فقد قال سيرهي سوهوليف رئيس كتلة حزب الوطن "باتكيفشينا" البرلمانية إن "اعتقال أكسينوف لن يتم دون إطلاق نار"، في إشارة إلى قرارا النيابة العامة اعتقاله "كانفصالي سيطر على حكومة القرم"، والعزم على تنفيذ القرار.
وكانت السلطات الأمنية في قد اعتقلت يوم الأمس بافيل هوباريف الذي نصب نفسه محافظا لمنطقة دونيتسك شرق البلاد بعد اقتحام مبنى الحكومة المحلية، ودعا إلى انفصال دونيتسك وضمها إلى روسيا.
إرادة روسيا
ويرى مراقبون أن ما يحدث في القرم يجري وفق سيناريوهات كتبتها روسيا للضغط على كييف والغرب، من خلال تبرير ثم تعزيز حضورها العسكري.
إيغور هولوبي نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية في العاصمة كييف قال إن روسيا تسعى للهيمنة على القرم، وذلك يكون باستقلاله وموالاته لها، أو بزعزعة استقراره.
وأوضح هولوبي أن روسيا في كلا الحالتين ستبرر بقائها في الإقليم بحجة حماية رعاياها، ولكن بانتشار عسكري أوسع لا يقتصر فقط على الساحل، وهذ سيشكل تهديدا كبيرا لأوكرانيا والغرب.
لكن هولوبي رجح أن يكون القرم بعيدا عن الاستقرار، قائلا: "ماء ووقود وغاز وكهرباء القرم يأتيها من أوكرانيا، وكذلك جميع وسائل الاتصالات، ولهذا لا يمكن أن ينعم بالاستقرار السريع إذا ما استقل وانضم إلى روسيا".
وأضاف: "التنوع العرقي والديني عوامل قد تستخدمها روسيا لزعزعة استقرار الإقليم على غرار النماذج العربية، لإشعال حرب أهلية فيه".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022