محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
وصل يوم الأمس وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى أوكرانيا، في أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى البلاد بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وتبدل السلطات فيها.
كيري سارع إلى البرلمان للقاء قادة البلاد الجدد، وعلى رأسهم رئيس البرلمان والقائم بأعمال الرئاسة أوليكساندر تورتشينوف، ورئيس الحكومة أرسيني ياتسنيوك، ووزير المالية أوليكساندر شلاباك، ووزير التجارة والتطوير الاقتصادي بافيل شيريميتا.
وقد توقف في إحدى قاعاته التي خصصت للتعريف بضحايا المواجهات بين المحتجين وقوى الأمن أواخر الشهر الماضي، ما أكد مجددا على تأييد الإدارة الأمريكية لتلك الاحتجاجات، والتحول الجذري الذي تشده أوكرانيا.
وعود وتعهدات
بالإضافة إلى هذا الدعم المعنوي، قدم كيري لأوكرانيا باقة من التعهدات والدعم، من أبرزها مساعدة أوكرانيا على تعزيز حضورها ومواقفها في منظمة التجارة العالمية لمواجهة "النزاعات التجارية" مع روسيا.
وأكد كيري أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات على روسيا، قائلا: "هذا ممكن جدا، وقريبا جدا. هذا مسألة أيام لا أسابيع".
وتعهد كيري بتقديم دعم مالي بقيمة مليار دولار إلى البنك المركزي الأوكراني ووزارة المالية، لمساعدتها على "سد حاجاتها ومحاربة الفساد"، على حد قوله.
وعبر كيري عن استعدادات الولايات المتحدة لإرسال مجموعات خبراء إلى أوكرانيا، لمساعداتها على مواجهة ضغوط الأسواق، وإيجاد أسواق جديدة للطاقة والتصدير، وعودة الأموال المسلوبة، والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في الخامس والعشرين من شهر أيار/مايو المقبل توافق المعايير الدولية.
كما عبر عن استعداد بلاده لـ"العمل مع الشركاء الدوليين حتى التأكد من وجود تمويل كاف يعيد إلى أوكرانيا استقرارها ويدفعها نحو النمو".
والأمن؟
زيارة ودعم ومساعدات كيري قوبلت بترحيب واسع في أروقة البرلمان والوزارات المعنية، لكنها لم تكن كافية من وجهة نظر بعض المراقبين، في ظل تهدد عسكري تمارسه روسيا في إقليم شب جزيرة القرم جنوبا.
فقد جدد كيري تأكيد الولايات المتحدة على روسيا تشن غزوا على أوكرانيا لا يستند إلى أية أسباب، لكنه لم يتطرق إلى ما ستقدمه الولايات في هذا الإطار.
إيغور كوهوت رئيس مركز التشريع السياسي في العاصمة كييف قال إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مطالبان بمواقف أكثر وضوحها فيما يتعلق بأمن البلاد، التي هي أهم من اقتصاده الآن.
وأوضح: "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا ضمنت في وثيقة بودابست 1994 سلامة وحدة وسيادة أوكرانيا على أراضيها مقابل تخليها عن السلاح النووي، فكيف ستكون وسائل هذا الضمان".
لكن إيغور هولوبي نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية في العاصمة كييف قال إن زيارة كيري تحمل رسائل قوية إلى الجانب الروسي، مفادها أن أمريكا تقف إلى جانب أوكرانيا كحليفة هامة، "والولايات المتحدة لا تضع أموالها في مهب الريح، بل في مكان تدرسه دراسة استراتيجية عميقة"، على حد قوله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022