واشنطن تحذر وكييف تقلل من شأن مخاطر غزو روسي

نسخة للطباعة2022.02.07

شددت الرئاسة الأوكرانية الأحد على أن فرص حل الازمة المتصاعدة مع روسيا عبر الدبلوماسية تبقى أقوى من مخاطر شن هجوم بعدما حذرت الولايات المتحدة من أن موسكو كثفت تحضيراتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا.

قال مسؤولون أميركيون أن الكرملين حشد 110 آلاف عنصر على الحدود مع اوكرانيا لكن التقارير الاستخباراتية لم تحدد بعد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمما فعليا على اجتياح البلاد.

وقدّرت الاستخبارات الأميركية من جهتها أن روسيا بات لديها فعليا 70 بالمئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية أي 150 ألف جندي لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل.

وبعد التحذيرات الأميركية، اعتبر ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن "فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد".

ولطالما حاولت كييف التخفيف من المخاوف بحصول هجوم وشيك في إطار سعيها لتجنب إلحاق أذى إضافي باقتصادها المتداعي.

وأضاف بودولياك أن "حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي"، و"لممارسة ضغط نفسي كبير"، تنفذ روسيا "مناوبات واسعة النطاق" ومناورات وتحريك معدات عسكرية.

وتابع: "الى متى سيستمر هذا التحرك الروسي وبأي هدف؟ وحده الكرملين يملك الجواب المحدد على هذا السؤال".

وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن "يكونوا مستعدين دائماً لكل السيناريوهات ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100 بالمئة".

وقد وصلت كتيبة من التعزيزات الأميركية المعلن عنها لطمأنة حلفاء أوروبا الشرقية في مواجهة التوتر الحالي، الأحد الى مطار في جنوب شرق بولندا كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان.

تحرك دبلوماسي أوروبي

تأتي التحذيرات الأميركية الشديدة، وهي جزء من محاولة متعمدة من واشنطن لاستباق أي تحركات روسية، فيما تسعى أوروبا لنزع فتيل الأزمة.

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو الاثنين وكييف في اليوم التالي لإجراء محادثات تهدف لتخفيف التوتر دفع خطة السلام المجمد قدما من أجل وقف النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية في شرق اوكرانيا.

كذلك، يزور المستشار الألماني أولاف شولتس المنطقة لاجراء محادثات مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع التالي في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية.

وحذر المسؤولون الأميركيون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكانه قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف والإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.

وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة إذ قد يتسبب بمقتل ما بين 25 وخمسين ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصا إلى بولندا.

قرر الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال قوات أميركية لتعزيز قوات الأطلسي في أوروبا الشرقية.

وأثارت هذه الخطوة غضب موسكو التي عرضت مطالب على الأطلسي لوقف توسعه والانسحاب من دول أعضاء تقع في أوروبا الشرقية.

وأكدت الولايات المتحدة الأحد أن الهدف من إرسال قواتها ليس "إشعال" حرب مع روسيا. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سالفيان إن "الرئيس كان واضحا مدى شهور لجهة أن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا".

وأضاف "أرسلنا قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي (دول منضوية في) حلف شمال الأطلسي".

قوات خاصة

خلصت الاستخبارات الأميركية الى ان روسيا تواصل حشد قوات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا.

قبل أسبوعين كان هناك حوالى 60 كتيبة عسكرية روسية في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا لا سيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا الجمعة إنه كان هناك 80 كتيبة و14 أخرى في طريقها من أماكن أخرى في روسيا.

وأضافوا أن حوالى 1500 جندي من القوات الخاصة الروسية المعروفة باسم "سبيتسناز" وصلوا الى طول الحدود الأوكرانية قبل أسبوع.

كما أعلنت روسيا ما تسميه مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروس وأرسلت عدة كتائب إلى شمال كييف وفي منطقة بريست قرب الحدود مع بولندا.

كذلك، تتمركز قوة بحرية روسية كبرى في البحر الأسود.

وفي عمليات انتشار أخرى، جهزت روسيا مقاتلات قرب اوكرانيا وكذلك قاذفات وبطاريات صواريخ كما قال مسؤولون أميركيون.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

فرنسا 24

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022