كورت فولكر - مبعوث الولايات المتحدة السابق إلى أوكرانيا (2017-2019) - سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف الناتو (2008-2009):
ينخرط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصعيد متعدد الجوانب والتهديدات داخل أوروبا، ولكن يمكن هزيمة مخططاته.
من خلال استغلال ما يعتبره موقعا استراتيجيا متفوقا في مواجهة تراجع الولايات المتحدة، والتشرذم والضعف في أوروبا، يرى بوتين فرصا لتحقيق مكاسب كبيرة فيما تعتبره روسيا مجال نفوذها بشرق أوروبا.
في مواجهة هذه المجموعة من التحديات لسلطته وتماسكه، ليس أمام الغرب خيار سوى الوقوف بحزم في مواجهة العدوان الروسي.
هذه تهديدات خطيرة ويمكن أن تشير إلى أن فصل الشتاء سيكون شاقّا بسبب روسيا، في فترة لم تشهدها أوروبا منذ عقود.
هناك ما لا يقل عن 5 تهديدات فورية من قبل روسيا، هي:
تهديد أوكرانيا
التهديد الأكثر إلحاحا هو أوكرانيا، حيث وضعت روسيا قواتها لشن هجوم عسكري جديد، يمكن أن يبدأ في وقت قصير للغاية:
يعتبر التعزيز العسكري الكبير الحالي لروسيا هو الثالث هذا العام:
توقيت التحركات
يصادف الثامن من ديسمبر 2021 الذكرى الثلاثين لانهيار الاتحاد السوفيتي، وهو الأمر الذي رثى له بوتين، باعتباره أكبر مأساة في القرن العشرين.
يأتي ذلك أيضا في الوقت الذي سلمت فيه المستشارة أنجيلا ميركل السلطة إلى حكومة يقودها الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا، بينما تسعى روسيا إلى إزالة العقبات النهائية لإدخال خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" في إطار العمل.
تتطلع فرنسا إلى إجراء انتخابات في أبريل، وسحب الرئيس جو بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان، وأشار إلى أنه يرغب في القيام بذلك من العراق وسوريا أيضا، في حين أن وضعه السياسي في الولايات المتحدة يضعف.
كان رد فعل بوتين على تحركات الرئيس فولوديمير زيلينسكي لمواجهة النفوذ الروسي في أوكرانيا، لا سيما تلك الموجهة ضد فيكتور ميدفيتشوك، من خلال قطع الاتصالات الرسمية الأوكرانية الروسية.
في تعليق عام مؤخرا، هاجم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف زيلينسكي (الرئيس الأوكراني) وفريقه مباشرة، مما يعني روسيا غير ملتزمة بعدم تنفيذ غزو جديد لأوكرانيا.
يجهز بوتين القوى والجدال اللازمين لمنحه خيار الغزو. وهو خيار لن يكون ممكناً إذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوات الأولية (انتقاد سلطات أوكرانيا).
في الواقع، التفسير الأكثر ترجيحًا للأحداث هو أن بوتين يسعى للحصول على تنازلات وإيماءات لوقف التصعيد من أوكرانيا والغرب في مقابل قراره بعدم الغزو.
لكن حشد القوات في حد ذاته يعني أن الرد الغربي القوي ضروري لإثبات أن مثل هذه الخطوة ستكون مكلفة للغاية بالنسبة لروسيا.
التراجع الغربي
على هذه الخلفية، بدأت إدارة بايدن والعديد من الحكومات الأوروبية في التراجع. ربما في محاولة لإثبات أن الغرب لن يكرر فشله في منع الاستيلاء غير القانوني لروسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وتم اتخاذ عدة خطوات مهمة:
وكما هو متوقع، وعلى الرغم من أفعالها العدوانية العلنية، تزعم روسيا أنها لا تهدد أي شخص واتهمت الولايات المتحدة والآخرين بالتصعيد نحو الصراع.
حتى التعليق الواقعي نسبيًا من محرر صحيفة La Repubblica الإيطالية أثار توبيخًا سريعًا ومهينًا على Facebook من المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا.
لا ينبغي لهذا الخطاب الروسي العدواني أن يردع الغرب، بل على العكس تمامًا. الضغط المضاد الثابت والحازم فقط هو الذي يضمن عدم تصعيد روسيا للوضع أكثر.
يمكن أن تشمل التدابير الإضافية لتطبيق مثل هذا الضغط المضاد ما يلي:
بينما يفكر الغرب في خياراته السياسية، يجب أن يضع في اعتباره الدور الاستراتيجي الذي تلعبه أوكرانيا في مستقبل أوروبا.
قد يعتقد أعضاء الاتحاد الأوروبي أن مستقبل قارتهم يعتمد على السياسة النقدية، أو على المستشار الجديد لألمانيا، أو على الانتخابات الفرنسية، وهناك حجج يمكن تقديمها في هذه الاتجاهات.
ولكن، من منظور مختلف، سيتحدد مستقبل أوروبا من خلال ما إذا كانت روسيا ستظل جارا معاديا، أو ستتغير يوما ما ستصبح شريكا بناءا.
بالنظر إلى النظام الذي تم إنشاؤه في عهد الرئيس بوتي ، فإن الطريقة الوحيدة التي ستتغير بها روسيا من موقفها العدائي الحالي هي إذا تغيرت روسيا نفسها - إذا كان الشعب الروسي قادرا على تشكيل حكومة تعكس مصالح الدولة، بدلا من مصالح النظام، حيث نخبة الـ"كي جي بي" السابقة.
من هذا المنظور ، فإن نجاح أوكرانيا كدولة ديمقراطية، مع الأمن والسيادة على أراضيها، له أهمية حيوية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا.
أوكرانيا التي تفي بالمعايير الأوروبية ستكون منارة للعديد من الروس، الذين يريدون لنظام دولتهم أن يتجاوز "اختبارات اللياقة".
سيستخدم الكرملين أوكرانيا، التي تم جرها إلى أسفل من قبل روسيا، لإدامة وضع روسيا الحالي، بين الاستبداد في الداخل، وعدوان في الخارج.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022