كافة الدلائل تشير إلى أن روسيا قد تشن هجومًا عسكريا على أوكرانيا في وقت مبكر من الشتاء المقبل، حيث عززت موسكو قواتها بهدوء على طول الحدود الأوكرانية على مدى الأشهر العديدة الماضية، وهو ما قد يكون مقدمة لعملية عسكرية تهدف إلى حل الجمود السياسي في أوكرانيا لصالحها.
على الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يكون منخرطًا مرة أخرى في الدبلوماسية القسرية، إلا أن موسكو قد لا تكون مخادعة هذه المرة. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يتجدد الصراع على نطاق أوسع بكثير.
مع تزايد ثقة موسكو سياسياً واقتصادياً، فإن تحول اهتمام واشنطن ومواردها إلى منافستها مع الصين ربما يكون قد أقنع بوتين بأن أوكرانيا أصبحت الآن مصلحة هامشية للولايات المتحدة.
القادة الروس سئموا الدبلوماسية، ويجدون اندماج أوكرانيا المتزايد مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمرًا لا يطاق.
المسرح مهيأ لموسكو الآن لإعادة هذه المعادلة من خلال القوة، ما لم تكن موسكو وواشنطن وكييف قادرة على إيجاد حل سلمي".
التحضير للحرب
لا يوحي موقف القوة الروسية بأن الغزو وشيك، ومن المحتمل جدًا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار سياسي بشن عملية عسكرية.
ومع ذلك، فإن النشاط العسكري الروسي في الأشهر الأخيرة أثار الشكوك حول أنه خارج دورة التدريب العادية، حيث انتشرت الوحدات على آلاف الأميال في المنطقة العسكرية الغربية، المتاخمة لأوكرانيا، وأرسلت جيوش القوقاز وحدات إلى شبه جزيرة القرم.
هذه ليست أنشطة تدريب روتينية، بل هي محاولة لوضع وحدات ومعدات لعمل عسكري محتمل.
علاوة على ذلك، يبدو أن العديد من الوحدات تتحرك ليلًا لتجنب التدقيق، على عكس الحشد السابق في مارس وأبريل الماضيين.
لم تسفر الاستراتيجية الروسية في أوكرانيا عن حل سياسي يمكن لموسكو قبوله. وبعد حملة عام 2018 التي أشارت إلى بعض الانفتاح على الحوار، فإن الابتعاد الصعب للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن السعي للتوصل إلى حل وسط مع روسيا قبل عام قضى على أي أمل في أن تتمكن موسكو من تحقيق أهدافها من خلال المشاركة الدبلوماسية.
في الوقت نفسه، تعمل أوكرانيا على توسيع شراكاتها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الناتو الأخرى. وتشكل هذه العلاقات شوكة في جانب روسيا.
إذا قدر بوتين أن دعم المسؤولين الأمريكيين لوحدة أراضي أوكرانيا غير صادق – وليس هناك الكثير مما يوحي بخلاف ذلك – فلن يردعه عن تغيير ميزان القوى الإقليمي من خلال القوة.
سيكون من الغباء أن يحاول غزو أوكرانيا بأكملها، وهي بلد ضخم يزيد عدد سكانه عن 40 مليون نسمة، لكن لن يكون من غير الواقعي أن يحاول تقسيم البلاد إلى قسمين أو فرض تسوية جديدة تسعى إلى عكس اتجاه أوكرانيا من الانزلاق إلى (التكامل الأوروبي الأطلسي) والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
يجب على الولايات المتحدة أن تستخلص استنتاجين من الحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا، الأول هو أنه ليس من المرجح أن يكون هذا مجرد عرض قسري آخر، على الرغم من الرسائل المختلطة من موسكو.
سيكون مفتاح رد واشنطن هو الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب في عام 2022، وإجراء تنسيق استباقي مع الحلفاء الأوروبيين، وتوضيح عواقب مثل هذا الإجراء لموسكو.
ثانيًا، سواء اندلعت حرب في أوكرانيا في الأشهر المقبلة أم لا، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى أن يكونوا أكثر صدقًا بشأن المأزق الدبلوماسي الحالي الذي يجدون أنفسهم فيه.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022