د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
منوّر قاري عبد الرشيد خان أوغلي (خانوف) - (1878-1931م): كاتب وناشط اجتماعي تربوي ومفكر وصُحفي أوزبكي، وأحد قادة حركة التجديد في آسيا الوسطى، وأبرز الشخصيات الاجتماعية والسياسية الأوزبكية أوائل القرن العشرين.
ولد في عائلة مثقفة بمدينة طشقند فقد كان والداه مدرسين، ودَرَسَ في مدارس طشقند وبخارى، وحفظ القرآن الكريم، وبعد إنهائه دراسته أصبح إماما ومعلما في طشقند.
يعد منور قاري عبد الرشيد خانوف أحد مؤسسي الصحافة الوطنية الأوزبكية الأوائل، فقد بدأ بنشر أولى مقالاته في العام 1906م في صحف محلية ثم أسس في العام نفسه جريدة "خورشيد"، ثم أصبح مديرا لتحرير جريدتي "شهرات" و"توجور" عام 1907م، وصحيفة "أوسيو" عام 1908م، ثم شغل منصب نائب رئيس تحرير "صدى تركستان" بين عامي 1914-1915م، ومحررا في جريدة "الإصلاح" بين عامي 1915-1917م، ورئيس تحرير جريدتي "النجاة" و"المجلس" عام 1917م.
كما كان منور قاري من رواد المربين والمعلمين في تركستان، فقد افتتح مدرسة في طشقند عام 1910م، وطوّر منهجا خاصا بها، أدخل فيه مواد العلوم الرياضية والطبيعية والجغرافيا إضافة للعلوم الشرعية، ثم تبعها بعدد من المدارس في المنطقة.
ترك منور قاري عدة أبحاث وكتب منها: "المعلم الأول" صدر عام 1907م حدد فيه أساسيات تدريس القواعد اللغوية، وكتاب "المعلم الثاني" صدر في نفس العام كشف فيه طرق تدريس القراءة والكتابة، والعلاقة بين الطالب والمعلم.
كذلك، أعد منور قاري كتابا مدرسيا في الرياضيات "حساب أصولي"، وكتيبا عن طرق تعليم تجويد القرآن الكريم بعنوان "تجويد القرآن"، وكتاب "تاريخ الشعب التركي" صدرت في العام 1911م، وكتابا في الجغرافيا بعنوان "مساحة الأرض" صدر عام 1916م، وكتابي "تاريخ النّبي صلى الله عليه وسلم" و"تاريخ الإسلام" في العام 1912م، وترك أعمالا في علم اللغة خرجت في كتاب "دروس اللغة الأوزبكية" بالتعاون مع كتّب آخرين، كما كتب عددا من القصص والقصائد أولى فيها اهتماما بقضايا الإنسان والمجتمع والدين والأخلاق.
كذلك كان منور قاري ناشطا اجتماعيا، أسس عدة جمعيات منها: "الجمعية الخيرية عام 1909م في طشقند، وجمعية "طورون" عام 1913م، وجمعية "مكتبة تركستان" عام 1914م، وجمعيتي "الأمل"، و"المكتب"عام 1914م، وجمعية "الدعم" عام 1921م، كما أسس مع بعض رفاقه حركة "شورى الإسلام" في تركستان.
منوّر قاري عبد الرشيد خان أوغلي سياسيا أيضا حلُم أن يرى وطنه مستقلا لذا أيّد الحكم الذاتي لتركستان عام 1917م والذي أنشئ في مدينة قوقند.
وفي العهد السوفيتي أصبح عضوا في عدد من الجمعيات والمؤسسات التعليمية منها: عضوا في مجلس إدارة مؤتمر الشعوب الشرقية الذي عقد في باكو عام 1920م.
وتقلد منصب رئيس قسم التعليم الاجتماعي في طشقند عام 1921م، وباحث في متحف سمرقند، والسكرتير التنفيذي لفرع طشقند وفرغانة للجنة الحفاظ على الآثار في أوزبكستان بين عامي 1927-1928م.
خلال مسيرته المهنية لم يك منور قاري معلما وكاتبا فقط، بل كان أيضا ناشطا سياسيا، لذا تم اعتقاله عدة مرات من جانب السوفييت آخرها عام 1929م بتهمة المشاركة في جمعية ضد الثورة والتحريض ضد الدولة السوفيتية، وبعد اعتقال لمدة عام حكم عليه بالإعدام في موسكو، وفي العام 1989م بُرّئ من التهم التي نُسبت إليه، وأعيد له الإعتبار من الحكومة الأوزبكية عام 1991م.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022