على الرغم من موجة الشعارات الشعبوية التي وصل بها إلى السلطة في عام 2019 وافتقاره لأي خبرة سياسية، إلا أن الممثل الكوميدي السابق، الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تمكن خلال عامين ونيف من حكمه من زيادة تحكمه في شؤون البلاد، عن طريق تمرير مجموعة من القوانين والمبادرات.
آخر هذه القوانين كان "قانون الأوليغارشية" الهادف إلى الحد من نفوذ طبقة النخب المالية في الحياة السياسية للبلاد. وينصّ القانون الجديد المحددة مدته بعشر سنوات، والذي صادق عليه الرادا العليا (البرلمان الأوكراني) قبل أيام، على تنظيم علاقة الموظفين الحكوميين بكبار رجال الأعمال، وإنشاء سجل النخب المالية الذين يعرفهم بأنهم "أفراد من أصحاب التأثير على الحياة السياسية والاقتصادية في أوكرانيا ويسيطرون على قطاعات من الفضاء الإعلامي".
وبعد دخول القانون حيز التنفيذ، سيحظر على هؤلاء تمويل الأحزاب السياسية، بما في ذلك عبر وسطاء، وكذلك المشاركة أو الاستفادة من خصخصة أصول هامة، وسيتعين عليهم تعريف أنفسهم بصفتهم عند التعامل مع الموظفين الحكوميين، وتقديم إقرارات سنوية عن مداخيلهم وممتلكاتهم.
رسلان بورتنيك - مدير المركز الأوكراني للتحليل وإدارة السياسات
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية
وكان البرلمان قد صوّت يوم الخميس ما قبل الماضي، على "قانون الأوليغارشية"، بأغلبية 279 صوتاً من أصل 450، لمصلحة مشروع قانون "منع التهديدات للأمن القومي المتعلقة بالنفوذ المفرط للشخصيات ذات ثقل اقتصادي أو سياسي كبير في الحياة الاجتماعية (الأوليغارشية)"، في مقابل معارضة 54 نائباً وامتناع 27 آخرين عن التصويت.
وأحال زيلينسكي مشروع القانون إلى البرلمان في يونيو/حزيران الماضي، بحجة "ضرورة التدقيق من أجل تعريف الأوليغارشية، وتحديد معايير الانتساب إلى هذه الفئة، من جهة النفوذ وقيمة الأصول"، محذّراً النواب من محاولات التأجيل أو المماطلة في النظر فيه.
وهدد بإجراء استفتاء شعبي حول وضع الأوليغارشية في هذه الحالة. وبدأ زيلينسكي حربه على الأوليغارشيين في مارس/آذار الماضي، معلناً أن الموارد الطبيعية والمنشآت الإستراتيجية تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني، داعياً إلى "استعادة العدالة".
وفي مايو/أيار الماضي، قررت محكمة في كييف وضع رجل الأعمال والسياسي المعارض للسلطة في أوكرانيا، الموالي لروسيا، فيكتور ميدفيدتشوك، رهن الإقامة الجبرية.
ومدفيدتشوك يحتل المرتبة الـ12 بين أثرى أثرياء أوكرانيا بثروة قيمتها 620 مليون دولار، وفق تقديرات مجلة "فوربس" العالمية.
وأثارت ملاحقة مدفيدتشوك استياء الكرملين، إذ اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن السلطات الأوكرانية تقوم بتطهير الفضاء السياسي من القوى الداعية إلى التسوية السلمية للنزاع بين كييف والانفصاليين في منطقة دونباس (تضمّ إقليمي لوغانسك ودونيتسك في الشرق الأوكراني) وعلاقات حسن الجوار مع روسيا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
العربي الجديد
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022