من المقرر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، اليوم الأربعاء الموافق 29 من سبتمبر.
ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان التصعيد الأخير في التوترات العسكرية بشمال غرب سورية، حيث أفادت تقارير بأن القوات الروسية كثّفت غاراتها الجوية على موقع للمتمردين في إدلب في سبتمبر، مما أثار مخاوف في أنقرة من حدوث المزيد من زعزعة للاستقرار على الحدود الجنوبية لتركيا.
قال أردوغان يوم الجمعة الماضي، إن "النظام في سورية يشكل تهديدا في جنوب تركيا. لذلك، وبصفتي صديقا لروسيا، أتوقع من بوتين وروسيا نهجا مختلفا، كأحد متطلبات التضامن".
قمة سوتشي تأتي في أعقاب ما وصفه أردوغان بالمحادثات الثنائية المخيبة للآمال مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث قال: "في المناقشات التي كنت أتوقعها مع بايدن، لم تكن هناك النتيجة المرغوب فيها"، مضيفا: "نحتاج كدولتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن نكون عند نقطة مختلفة".
ومضى أردوغان في انتقاد الدعم الأمريكي المستمر للجماعات الكردية المسلحة بسورية، موضحا أنه يسعى إلى دفع العلاقات التركية الروسية "إلى أبعد من ذلك بكثير" في اجتماعه المقبل مع بوتين.
وأكد الرئيس التركي على التزامه بقرار أنقرة المثير للجدل بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتقدم، "تريومف إس-400"، مؤكدا تقارير سابقة أفادت بأنه يعتزم استيراد وحدة ثانية من نظام "إس-400" بحلول نهاية عام 2021.
من غير المتوقع أن يتوصل الطرفان إلى أي نوع من التسوية الدائمة وطويلة الأجل بشأن مصير إدلب.
لوكيانوف: المصالح الروسية والتركية في المنطقة "متعارضة تماما"، و"جميع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها - بشأن انسحاب المسلحين (من شمال غرب سورية)، وعن قيام تركيا بنقلهم إلى مكان آخر، لأن لديها وحدة كبيرة هناك - لا يتم تنفيذها".
يرى فيودور لوكيانوف، الخبير السياسي الروسي أن "المصالح الروسية والتركية في المنطقة "متعارضة تماما"، و"جميع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها - بشأن انسحاب المسلحين (من شمال غرب سورية)، وعن قيام تركيا بنقلهم إلى مكان آخر، لأن لديها وحدة كبيرة هناك - لا يتم تنفيذها".
على الرغم من المأزق الروسي التركي المستمر بشأن المسائل الأكبر المتعلقة بالدولة السورية، من الممكن أن تكون القمة بمثابة قفزة إلى الأمام بالنسبة للجهود القائمة من أجل تجنب النزاعات، والتي تهدف إلى التخفيف من خطر التصعيد العسكري بين المسلحين المدعومين من جانب تركيا وقوات الحكومة السورية برعاية روسيا.
ولكن، بالنسبة للبعض في موسكو، فإن أجندة القمة المتعلقة بالشرق الأوسط اصطبغت بتطورات أكثر قربا من الوطن.
انتخابات الدوما في القرم
وزارة الخارجية التركية أصدرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بيانا يرفض جزئيا الاعتراف بنتيجة انتخابات الدوما الروسية التي جرت في سبتمبر الجاري.
كما أكد أردوغان شخصيا موقف حكومته في وقت لاحق، مشيرا في خطابه أمام الأمم المتحدة إلى أن تركيا لا تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وأكد من جديد على التزام أنقرة بـ "الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
تعليقات أردوغان حول القرم تسببت في إثارة "توبيخ سريع وقوي"، لم يكن متوقعا من جانب الكرملين.
الكرملين، وحزب روسيا الموحدة الحاكم، كرّسا الكثير من رسائلهما قبل إجراء الانتخابات وبعدها، لتسليط الضوء على المخاطر المزعومة للتدخل الأجنبي في العملية الانتخابية في روسيا.
من ناحية أخرى، هاجم المنتقدون والمعلقون والسياسيون الروس، الاتحاد الأوروبي بسبب تقرير سابق للبرلمان الأوروبي جاء فيه أن أوروبا يجب أن ترفض الاعتراف بنتيجة انتخابات مجلس الدوما في حال "تم اعتبارها مزورة".
ومن جانبه، وافق الاتحاد الأوروبي على مسار أكثر اعتدالا، حيث رفض فقط الاعتراف رسميا بانتخابات مجلس الدوما التي أجريت في تلك الأجزاء من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
تداعيات رفض أردوغان الجزئي للاعتراف بانتخابات الدوما، تسلط الضوء مجددا على العلاقة المعقدة - والمتأرجحة في بعض الأحيان - بين موسكو وأنقرة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022