هل تتكرر أزمة صواريخ كوبا في البحر الأسود؟

نسخة للطباعة2021.07.15
داوود عمر داوود - إعلامي أردني

جاء الاحتكاك العسكري في البحر الأسود، بين روسيا وكل من بريطانيا والولايات المتحدة، على خلفية أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي احتلتها روسيا وضمتها إليها، قبل سبع سنوات.

الدول الغربية لا تعترف بسيادة روسيا على القرم وتعتبر الوجود الروسي احتلالا. ومن هنا، فإن احتجاج موسكو على دخول المدمرة البريطانية (ديفيندر) إلى مياهها الإقليمية بررته لندن بالقول إن مدمرتها كانت تبحر في المياه الإقليمية لأوكرانيا، وليس في المياه الإقليمية لروسيا.

جاء الحادث خلال مناورات عسكرية لحلف الناتو، جرت بمشاركة أوكرانيا، ووصفتها موسكو بالتهديد الخطير لأمنها، ولوحت بالرد النووي، وعبرت عن قلقها من تعزيز قدرات حلف الناتو قرب حدودها، الأمر الذي يُذّكر بأزمة الصواريخ الكوبية، بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، مطلع الستينيات، التي كادت تتحول إلى مواجهة نووية شاملة.

عاش الناس 13 يوماً خلال أزمة الصواريخ الكوبية على أعصابهم، وعمت حالة الطوارئ القصوى دولاً كثيرة، فكانت أياماً صعبة وعصيبة، خشية احتمال اندلاع حرب نووية قد تطال العالم بأسره. وهناك تشابه بين الأزمتين.

في الأولى نقل الاتحاد السوفياتي المواجهة إلى كوبا المجاورة لأمريكا، وفي أزمة البحر الأسود نقلت بريطانيا وأمريكا المواجهة إلى أوكرانيا الملاصقة لروسيا.

ما حصل في البحر الأسود ربما كان بالون اختبار غربي لقدرة روسيا، دل على ضعف موقفها أمام الغرب، فيما أثبت الموقف الأمريكي قوته في أزمة كوبا.

وربما أيضا كان التعاون البريطاني الأمريكي في أزمة البحر الأسود عملا تأديبيا بحق روسيا، وأول تطبيق عملي لما ورد في ميثاق الأطلسي الجديد، بين بريطانيا وأمريكا، حول (مكافحة التهديدات السيبرانية)، كإشارة لهجمات الإنترنت التي تقول أمريكا إن روسيا تقف خلفها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

القدس العربي

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022