تحت عنوان: "الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين"، نشر موقع الكرملين الرسمي مقالا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء فيه:
الروس والأوكرانيون شعب واحد، وكيان واحد. هذه الكلمات ليست إشادة ببعض الظروف السياسية الحالية؛ فلقد تحدثت عن هذا أكثر من مرة، وهذه قناعاتي.
الروس والأوكرانيين والبيلاروس ورثة روسيا القديمة، كبرى الدول الأوروبية في حينها، عندما كانت القبائل السلافية وغيرها تربط بينها لغة واحدة وأواصر اقتصادية وثيقة وسلطة الأمراء من سلالة واحدة.
وبعد تبني روسيا الديانة المسيحية، انضمت إلى عناصر الوحدة المذكورة وحدة الدين الأرثوذكسي.
أرى أن "الجدار" الذي ظهر في السنوات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا. بين جزئين لهما نفس الفضاء التاريخي والروحي، هو مصيبة مشتركة كبيرة ومأساة.
الاستقلال
أدركت روسيا الاتحادية الحقائق الجيوسياسية الجديدة، وفعلت الكثير لجعل أوكرانيا دولة مستقلة.
في سنوات التسعينيات الصعبة، وفي الألفية الجديدة، قدمت لأوكرانيا دعما كبيرا، لكن كييف لها "حساباتها السياسية الخاصة".
أوكرانيا وروسيا تطورتا كنظام اقتصادي موحد لعقود وقرون، وقد يكون عمق التعاون الذي كان لدينا قبل 30 عاما موضع حسد دول الاتحاد الأوروبي اليوم.
عواقب أخطائنا التي ارتكبناها في فترات مختلفة، والعمل الهادف للقوى (الغربية) التي سعت دائما إلى تقويض وحدتنا، جسدت الصيغة المستخدمة المعروفة منذ زمن بعيد: فرق تسد.
لا جديد. ومن هنا جاءت محاولات التلاعب بالمسألة القومية لإثارة الفتنة بين الناس، والتحريض بين أجزاء أجزاء الشعب الواحد.
السيادة
ما تشهده أوكرانيا حاليا لا يقتصر على الوقوع في تبعية تامة للغرب، بل يعني انزلاق البلاد تحت إدارة خارجية مباشرة، تشمل إشراف مستشارين أجانب على أجهزة السلطة والاستخبارات والقوات المسلحة، واستخدام الأراضي الأوكرانية عسكريا من قبل دول الناتو، وانتشار البنية التحتية للحلف هناك.
"أوكرانيا السيادية" لا وجود لها في المشروع المضاد لروسيا، أما هؤلاء الذين يحاولون الدفاع عن الاستقلال الحقيقي للبلاد، فتتم مطاردتهم كـ"عملاء لروسيا.
ملايين الأوكرانيين يرفضون هذا المشروع، لكن السلطات في كييف سلبتهم حرية التعبير عن آرائهم عبر وسائل تخويف مختلفة.
السيادة الحقيقية لأوكرانيا غير ممكنة، إلا في شراكة مع روسيا.
الغرب يدفع النخب المحلية باستمرار إلى الابتعاد عن روسيا، ويجر أوكرانيا أكثر فأكثر في "لعبة جيوسياسية خطرة"، هدفها تحويل أوكرانيا إلى حاجز بين أوروبا وروسيا وخندق متقدم في مواجهة روسيا.
أدى ذلك إلى صيغة "أوكرانيا ليست روسيا"، التي فقدت جدواها في نهاية المطاف، وحلت محلها صيغة "أوكرانيا ضد روسيا"، وهي صيغة لن تقبلها روسيا أبدا.
دونباس
صيغة "أوكرانيا ضد روسيا" تم نبذها من قبل ملايين المواطنين في أوكرانيا، وأنا مقتنع أكثر فأكثر، بأن كييف ببساطة لا تحتاج إلى دونباس.
سكان منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا اضطروا للدفاع عن منازلهم ولغتهم وحياتهم من عنف القوميين المتطرفين.
الحوار
موسكو منفتحة على الحوار مع كييف، ومستعدة لمناقشة أصعب القضايا، لكن من المهم بالنسبة لنا ألا يخدم الشريك (أوكرانيا) مصالح الآخرين (الغرب)، وألا يكون أداة في يد أحد لمحاربتنا.
الشعار الذي أطلقه رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، قبل الانتخابات هو السلام. جاء إلى السلطة على هذا الأساس، ولكن تبين أن الوعود كانت "أكاذيب".
لم يتغير شيء، بل وفي بعض النواحي تدهور الوضع في أوكرانيا وفي دونباس أيضا (شرق أوكرانيا).
الاقتصاد
وفقًا لصندوق النقد الدولي، في عام 2019، حتى قبل وباء فيروس كورونا المستجد، كان مستوى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا أقل من 4 آلاف دولار (سنويا)، أي أقل مما هو عليه في جمهورية ألبانيا وجمهورية مولدوفا وكوسوفو غير المعترف بها.
أوكرانيا الآن هي أفقر دولة في أوروبا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - وكالات - وكالة "سبوتنيك" الروسية
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022