تخلق قمة الناتو والقمة الأمريكية الروسية فى منتصف يونيو القلق في أوكرانيا، التي تجد نفسها في دور المتفرج، رغم أن قضيتها رئيسية على جدول أعمال الاجتماعين .
كنت أفضل لو التقى بايدن برئيسنا قبل الاجتماع مع بوتين، لكنه الاتصال الهاتفي الأخير أفضل من عدم عقد اجتماع أبدا.
في الأسابيع الأخيرة، شنت روسيا هجومين إلكترونيين من أراضيها، وزعمت أنها تمت من قبل جماعات إجرامية. كما دعم بوتين بشدة حملة الدكتاتور البيلاروسي ألياكساندر لوكاشينكو على المعارضين، وتوقيفه طائرة مدنية تابعة للاتحاد الأوروبي في 22 مايو من أجل اعتقال صحفي معارض.
نية بوتين كانت الحصول على اليد العليا قبل القمة، وأراد أن يبدأ المفاوضات مع بايدن بموقف قوي؛ بمعنى الضغط عليه، وكسب أرض معركة التفاوض، ثم إعطاء بعض "التنازلات". لكنه (عمليا) سيعيد جزءا مما اكتسبه بشكل غير قانوني.
قرار البيت الأبيض الشهر الماضي بالتنازل عن عقوبات "نورد ستريم 2" فاجأ العديد من المراقبين، وأعطى بوتين ما يريد أيضا قبل القمة.
متأكد من أن الغاز الروسي لن يتدفق بعد الآن عبر أوكرانيا بمجرد بناء "نورد ستريم 2" وانتهاء مدة العقد الحالي مع روسيا في عام 2025.
نظرا لأهمية العلاقات الجيدة مع ألمانيا بالنسبة للولايات المتحدة، ومن وجهة نظر تكتيكية، كان على واشنطن أن توقف خط الأنابيب إلى أن يتم تشكيل ائتلاف ألماني جديد بعد الانتخابات، يعكس آراء الشعب الألماني. وليس من المنطقي تخفيف العقوبات الآن، لأن واقعا سياسيا جديدا سيوجد قريبا في ألمانيا.
ستكون خسارة عبور الغاز الروسي ضربة اقتصادية كبيرة لأوكرانيا، وهذا سيعطي بوتين حرية أكبر من الناحية العسكرية، ويمكن أن يمهد الطريق لتصعيد كبير في الصراع المتأجج والمستمر منذ سبع سنوات بين البلدين.
ومن الناحية التجارية، سيمنح "نورد ستريم 2" شركة "غازبروم" الروسية المركز المهيمن في أوروبا، بما يوفر لها نفوذا كبيرا على ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
الطريقة الوحيدة لتجنب هذه النتيجة هي منح أوكرانيا إمكانية الحصول على الغاز من بلدان أخرى منتجة للغاز، مثل تركمانستان أو كازاخستان أو أذربيجان، التي ستستخدم -عن طيب خاطر- نظام العبور الأوكراني لبيع الغاز إلى أوروبا.
على ألمانيا أن تتأكد من أن "غازبروم" لا تستطيع منعنا من الاستمرار في هذا النشاط. يجب أن يفعلوا ذلك قبل اكتمال "نورد ستريم 2". لدى ألمانيا النفوذ اللازم.
إذا رفضت روسيا التعاون، فإن ذلك من شأنه أن يثبت أن "نورد ستريم 2" هو في المقام الأول سلاح جيوسياسي مصمم لإيذاء أوكرانيا واحتكار أسواق الطاقة في أوروبا.
الكثير من الأوكرانيين سيشعرون بالخيانة بعد تشغيل "نورد ستريم 2". أوكرانيا ستخسر جزءا كبيرا من ناتجها المحلي. الناس لن يموتوا أو يتجمدوا. سنظل قادرين على استيراد الغاز من أوروبا، ولكن بالطبع، سيكون ذلك ضربة قوية.
سيكون من المحزن حقا أن يكون "نورد ستريم 2" صفقة بين ألمانيا وروسيا على حساب أوكرانيا، وأن تعقد الولايات المتحدة بعد ذلك صفقة مع ألمانيا.
ستقطع اجتماعات القمة خلال الأسبوع المقبل شوطا طويلا نحو تحديد مستقبل "نورد ستريم 2" ومجموعة من القضايا الأخرى التي تؤثر على أوكرانيا.
روسيا لا تفهم إلا لغة القوة، ويتعين على الولايات المتحدة وبقية العالم الديمقراطي أن يظهروا القوة والوحدة. هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير السلوك الروسي "الخبيث".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - Atlantic Council
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022