الصين وروسيا تختبران عزم بايدن

نسخة للطباعة2021.04.20

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بضعة أسابيع، أن أمريكا قد عادت إلى الساحة العالمية، لكن في الواقع فقد خرجت من أفغانستان، حيث أعلن الرئيس الأمريكي للتو انسحاب جميع القوات الأمريكية المتبقية من البلاد، وهذا يعني أن الحرب التي استمرت 20 عامًا ستنتهي في تاريخ رمزي هو 11 سبتمبر 2021، وهذا التاريخ يتزامن مع الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العالم يتساءل عما إذا كانت هناك فجوة تظهر بين خطاب البيت الأبيض حول إعادة التواصل مع العالم، وواقع التراجع المستمر الذي كان المسئول عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ويقول بايدن إن أمريكا حققت أهدافها في مكافحة الإرهاب في أفغانستان وتعتزم الآن "خوض المعارك على مدى العشرين عامًا القادمة، وليس العشرين عامًا الماضية".

ونوهت الصحيفة إلى أن الخطر يكمن في أن الانسحاب من أفغانستان سيُنظر إليه خارج أمريكا على أنه فشل شبيه بفشل الولايات المتحدة في الحرب في فيتنام. وهذا الفشل قد يؤدي في النهاية إلى سقوط كابول في أيدي طالبان.

يمكن الآن للقوى المتنافسة للولايات المتحدة، ولا سيما روسيا والصين، اختبار عزم إدارة بايدن بشكل أكثر، حيث تهدف كلا الدولتين إلى فرض نفوذهما على أوكرانيا وتايوان، مما يشكل بؤر للتوتر واضحة مع الولايات المتحدة التي تدعم أوكرانيا وتايوان. في الأسابيع الأخيرة، حشد الكرملين عددًا أكبر من القوات على حدوده مع أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2014 عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم. في الأسبوع الماضي، أرسلت الصين عددًا قياسيًا من الطائرات العسكرية إلى المجال الجوي التايواني. وتلك الخطوتان يمثلان استعراض للعضلات لكلا الدولتين روسيا والصين اللتان يتبنيان خطاب عن الحرب.

استخدم بايدن نفسه لغة المواجهة مع روسيا والصين، ووصف فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، بأنه قاتل، ووصفت إدارة بايدن تصرفات الصين في شينجيانج بأنها إبادة جماعية. كما فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا عقوبات على المسؤولين الروس والصينيين.

يتشابه الوضع الاستراتيجي في آسيا وأوروبا من ناحية رئيسية، حيث أعربت الولايات المتحدة عن دعمها القوي لتايوان وأوكرانيا، لكن لا يتمتع أي من البلدين بضمان أمني أمريكي واضح. وذلك لأن الولايات المتحدة تعتمد على سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن تايوان، حيث إن الفكرة هي أن الصين يجب أن تفهم أن هناك فرصة قوية لأن تقاتل الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان، دون تقديم وعد قاطع. وبطريقة مماثلة، لم توضح الولايات المتحدة أبدًا ما الذي ستفعله إذا شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

البوابة نيوز

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022