حليف أوكرانيا يعود إلى البيت الأبيض بعصاه السحرية

نسخة للطباعة2020.11.12
سيرهي فورسا - كاتب صحفي أوكراني

الوضع يعود إلى طبيعته...، وتعود ثقتنا من جديد في أن حليفنا موجود في البيت الأبيض. بقي علينا أن نثق بأنفسنا.

انتهت أهم انتخابات في العالم على مدى الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية. اختار الأمريكيون رئيسهم، وكان هذا الاختيار مهما حتى للأوكرانيين. 

بفوز بايدن، ما كان ترامب ترامبا لو اعترف بالهزيمة، لذا كانت لحظة الفوز متوقعة. إنها مشاكله الشخصية. 

ها قد عاد النظام والحس السليم والتنسيق والدعم لأوكرانيا إلى البيت الأبيض.

لماذا فوز بايدن مهم جدا؟ لأن ترامب خسر. ولماذا خسارة ترامب مهمة جدا؟ لأن ترامب خرق الديمقراطية، وبوجوده ترأس أعظم ديمقراطية في العالم رجل بدا وكأنه واحد من زعماء دكتاتوريات العالم الثالث، الذي دمر المؤسسات ونشر الفوضى. إنه شعبوي غير كفوء. والأوكرانيون يفهمون جيدا ماذا يعني هذا.

لو كان هذا الدكتاتور في إحدى بلدان العالم الثالث لشكل مشكلة لبلده حصريا، أما عندما يكون هذا الشخص رئيسا للولايات المتحدة، فهو يمثل مشكلة للعالم أجمع. 

تكفي الهجمات التي شنها ترامب على الناتو. ورغم أن الولايات المتحدة كانت مثالا ورمزا للعالم كله. لم يعد هذا الرمز كما كان. فالرئيس الذي يكذب باستمرار وينشر الأخبار الملفقة ونظريات المؤامرة قوّض أسس تعاون الحضارة الغربية.

إنها ليست مسألة اختيار بين الجمهوريين والديمقراطيين، وإنما الاختيار بين الفوضى والنظام، بين الإدارة والشعبوية، بين القيم وصداقة بوتين، وفي النهاية بين التسامح واحترام الآخرين والعنصرية والتمييز على أساس الجنس. 

من حيث المبدأ، أي رئيس أمريكي، باستثناء ترامب، سيكون صديقا لأوكرانيا، لأن أي سياسي نظامي في الولايات المتحدة هو صديق لأوكرانيا وحليف لأوكرانيا، فنحن هنا في المقدمة، ندافع عن نفس القيم التي بنيت عليها أمريكا. 

أي شخص باستثناء ترامب سيكون صديقا لأوكرانيا، لأنه بعيد كل البعد عن فكرة "القيم"، ومتعاطف مع بوتين، ونعلم من كتاب بولتون أنه يكره أوكرانيا. 

أي جمهوري أو ديمقراطي سيكون صديقا لأوكرانيا. أما بايدن فهو شخصية مميزة، يفهم أيضا ماذا يحدث هنا. وهو يعرف جيدا كم هو عدد الأشخاص الذين يحاولون عرقلة الإصلاحات.

تمثل الولايات المتحدة القوة الرئيسية التي تدفع أوكرانيا على مسار الإصلاحات. اهتمام الولايات المتحدة بتنفيذ الإصلاحات في أوكرانيا سوف يزيد مائة ضعف. 

هذا يسعدنا. وللأسف، لا يمكن إلا للعصا السحرية "الأمريكية" أن تجبر الحكومة الأوكرانية على تنفيذ الإصلاحات وإزاحة من يخربها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

موقع "نوفا فريميا"

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022