بوهدان بيترينكو - مدير المعهد الأوكراني لبحوث التطرف
كان يجب أن يكون في البداية نصا شاجبا لكوتشما خصوصا من بين جميع الرؤساء الأوكرانيين (رغم أن المسؤولية، في المقام الأول، تقع على عاتق الأوكرانيين أنفسهم)، فأنا أحمله المسؤولية عن الوضع الحالي، عن تشكيل الطبقة المتنفذة كظاهرة في أوكرانيا وعن طبيعة سياستنا الدولية المتعددة التوجهات، التي سندفع ثمنها في وقت لاحق من خلال الحرب حتى، وعن اتباع تقليد ملاحقة المعارضة.
في نهاية المطاف، كان هو سبب ظهور يانوكوفيتش في النخبة السياسية، البطل المناهض لثورتين في أوكرانيا.
ولكني رأيت فيما بعد أن هذا موقف عاطفي للغاية بالنسبة لي، خصوصا وأنني فقدت صوتي مرة واحدة في حياتي فقط، عندما صرخت بـ"لا" ضد إعادة ترشيح كوتشما في عام 1999، بالإضافة إلى مشاركتي في الثورة البرتقالية، حيث آمنت بعمق، أنه من خلال القضاء على كوتشما كظاهرة سيتغير البلد.
بالمناسبة، ليس هناك رئيس أوكراني آخر يستحق أن يطلق اسم شهرته على نظام سياسي متميز. لذا، سأكون عقلانيا.
أما بالنسبة لشعبية الرؤساء، فهي تبين في الواقع أنه كلما ابتعدنا عن اليوم الحاضر، كلما نسينا أكثر الأمور السيئة التي حدثت في ذلك الوقت. وبالمناسبة، يمكن أن يكون كرافتشوك مثالا على ذلك، الذي بعد خسارته الانتخابات، لم يتوار بشكل مشرف، بل تميز كرئيس سابق بمشاريعه السياسية المريبة الموالية لروسيا.
شعبية الرؤساء لا تعبر عن التأييد، وإنما عن ذاكرتنا القصيرة. كان يجب إدراج هروشوفسكي أيضا في هذا التصنيف، الذي كان "سيسحق" الجميع من خلال حصوله على أعلى شعبية. لأن لا أحد يذكر الفترة التي حكم فيها البلاد، حتى أولئك القلائل الباقون على قيد الحياة حتى يومنا هذا، حيث أن فترة حكمه كانت أكثر صعوبة بكثير من اليوم.
كما ويوجد منحى آخر، حيث "المفضلون" كقاعدة عامة يصبحون أولئك الرؤساء الذين في فترة حكمهم مرت مراهقة أو شباب المستطلعين. هذه سمة مميزة للجميع باستثناء يوتشينكو. لذا توصف الشعبية باختصار بالذاكرة المعززة بالحنين للشباب.
من الإيجابيات، أن تصنيف رؤساء أوكرانيا موجود عموما. وهو يشير، بخلاف الكثير من التصنيفات الموجودة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، إلى أنه كان لدينا دائما خيار، حتى عندما أرادوا انتزاعه منا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022