دميترو فورونكوف - محلل سياسي
وفقا لما أعلنه راديو ليبرتي، سيعرض على البرلمان الأوروبي إرسال بعثة لحفظ السلام بقيادة الاتحاد الأوروبي إلى أجزاء دونباس غير الخاضعة مؤقتا للسلطة الأوكرانية.
تشير وسائل الإعلام إلى اطلاعها على مشروع في بيان البرلمان الأوروبي، الذي يقترح إنشاء "قوات حفظ سلام دولية موسعة للمرابطة على طول الحدود الأوكرانية الروسية".
وفقا للمشروع، ستمارس البعثة أيضا إزالة الألغام وستقدم المساعدة في التحضير للانتخابات المحلية، وتوفير الوصول الحر للمنظمات الإنسانية، وأن هذه البعثة ستنشر في منطقة الصراع.
ثمن القضية بضعة أسابيع، يجب خلالها على لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي مناقشة الوثيقة و"من المحتمل جدا أن يصادق عليها المجلس بأكمله في مايو".
سنعرف مدى صدق هذه الوثيقة في المستقبل القريب، و لكنني لن أختبر الآمال قبل الأوان.
أولا، إن النقطة الأساسية هي المعلومات حول من هو المبادر إلى هذا الاقتراح (نواب أي تكتل ومن أي الدول).
بمعنى آخر ما هو الثقل السياسي للمبادر بتقديم هذا الاقتراح. ولنكن صريحين، إذا كان ممثل عن لاتفيا أو بولندا أو ليتوانيا مثلا، سيكون من الصعب تخيل واقعية اتخاذ مثل هذا القرار.
شيء آخر في حال كانت ألمانيا أو فرنسا، وهو أمر مشكوك فيه إلى حد ما، في حين أن بريطانيا العظمى، بحكم بريكست، لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي، ما أدى طبعا إلى إضعاف دعم أوكرانيا في البرلمان الأوروبي.
ثانيا، يجب الأخذ بعين الاعتبار اللوبي المؤيد لروسيا في البرلمان الأوروبي، الذي ما يزال قوياً للغاية، وأن التغلب عليه يحتاج إلى تضامن أوروبي غير مسبوق.
أضحى إجمالي عدد النواب في البرلمان الأوروبي بعد خروج بريطانيا 705 أعضاء. يمثل 96 منهم ألمانيا و79 فرنسا و76 إيطاليا.
بطبيعة الحال، النواب موزعون على الكتل المختلفة، ولكن يحق لهم التصويت من منطلق التضامن الوطني.
أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي هو حزب الشعب الأوروبي، الذي يضم 187 نائبا، بما فيهم ممثلون عن هذه الدول الثلاث الأكثر عددا (وفقا للمؤشر الدولي). وللمقارنة، لدى ليتوانيا 11 نائبا، ولاتفيا 8، وبولندا 52 (وهي القوة الرابعة في البرلمان الأوروبي).
على الرغم من أن حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيين ما عادوا يشكلون الأغلبية، إلا أن ثقلهم كاف لاتخاذ القرارات اللازمة.
ثالثًا، لا أرى آليات قانونية لتفعيل مثل هذه البعثة مع الأخذ في الاعتبار موقف روسيا، التي تعارض بشكل قاطع مسألة نشر قوات لحفظ السلام. هذا بالتالي لا يبعث على الأمل.
رابعاً، من المشكوك فيه أن أوروبا، التي خسرت أكثر من تريليون يورو خلال تفشي الوباء، قررت الإلتفات إلى القضية الأوكرانية، ولا سيما في هذا السياق الحاسم.
إن مسألة الفيروس التاجي، من وجهة نظري، تمثل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وبعد انحسار الوباء فقط سيتمكن الأوروبيون من إعارة الانتباه اللازم إلى السياسة الخارجية.
رغم أنه ليس من المستبعد أن يدور الحديث عن تعديل موسع بسيط لمهام بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموجودة على الأرض فعليا، لكن هذا الخيار -برأيي- قابل للتطبيق.
ملاحظة: من الجدير ذكره أنه لم تصدر أية مبادرات عن السلطات الأوكرانية.
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022