بوريس دونسكوي - خبير في طب المناعة - مرشح لدكتوراه العلوم البيولوجية
هذه العدوى، مقارنة بعدد الوفيات التي تسجل إبان تفشي الطاعون أو الكوليرا، ليست بالمخيفة جدا، ولكنها أخطر من الأنفلونزا أو الزكام. تستطيع أن تصيب الملايين، ومن المؤسف أن تؤدي إلى هذا المعدل العالي من الوفيات.
متى ستحين ذروة تفشي الوباء؟
ما يزال من الصعب التنبؤ بذلك، كما وليس هناك أسباب أيضا للتأكيد على أنها لن تأتي أبدا.
يمكن، بالطبع، إتباع خطى طاجكستان، حيث منع الأطباء بكل بساطة من إجراء الفحوص، وبطبيعة الحال، الفيروس غير موجود عندهم، وبالتالي، لن يكون هناك تعامل مع أي وباء.
إذا ما تحدثنا عن مقاطعة ميكولاييف، حيث يوجد وفقا للمعلومات الرسمية الصادرة حتى 13 نيسان/أبريل إصابات قليلة، فيجب النظر أولا إلى إحصائيات الفحوص التي أجريت، و من ثم، لن يكون مضرا أيضا معرفة أعداد الذين عادوا من بعض الدول مثل إيطاليا وإسبانيا، حيث كانت الجائحة شديدة للغاية.
قد يكون عدد الذين عادوا إلى مقاطعة ميكولاييف من هذه الدول ليس بالكبير جدا، بخلاف مقاطعات غرب أوكرانيا مثلا.
كما و أن مقاطعة ميكولاييف نفسها بعيدة بما فيه الكفاية عن الدول الأوروبية، وهذا يصب حاليا في صالح السكان المحليين.
إذا تحدثنا عن اللقاح، الذي يسعى العلماء في جميع الدول لتطويره، فحتى العثور عليه ومروره جميع الحواجز البيروقراطية، سيمضي ما لا يقل عن عام و نصف، ولن يعود فعالا للغاية حينها.
الفيروس سيصبح بعد مرور هذا الوقت مختلفًا، أو سيتفشى وباء آخر. للأسف، لدينا مثل هذه البيروقراطية، لذا سوف سنتأخر جدا. وعندما سيعثر على اللقاح، لن يكون فعالا لمدة تزيد عن أكثر من سنة أو سنتين.
يبقى الحجر الصحي حتى الآن الأداة الأفضل لمكافحة الفيروس التاجي، لأنه يتيح خفض وتيرة تفشي الوباء.
حقيقة أن الكثيرين سوف يمرضون هو أمر مسلم به، ولكن من المهم ألا يحدث تفش مفاجئ، كما حدث في إيطاليا، عندما اكتظت المستشفيات بالحالات الصعبة.
إن أي وباء يشبه برد الفعل المتسلسل للتفاعل في المفاعل الذري، إذا ما قمنا بإطلاقه ببطء، سنحصل على تفاعل ذري يمكن التحكم فيه. ولكن إذا لم نتحكم في هذا التفاعل، فإن المريض يصيب بالعدوى شخصا أو اثنين، وهذا التفاعل المتسلسل سيؤدي بسرعة كبيرة إلى انفجار، وظهور عدد كبير من الأشخاص الموبوئين. لتجنب وقوع هذا، يبقى الحجر الصحي ضروريا جدا.
لا يجب أن ننسى أن هذا الفيروس خبيث جدا، كونه يمر عند الكثيرين دون أية أعراض تذكر، لذا يمكن للشخص بكل بساطة، دون أن يعي أنه مريض، أن يصيب بالعدوى الآخرين.
هذا الفيروس ليس مثل الإنفلونزا، التي ترفع حرارة الجسد على الفور إلى 40 درجة مئوية.
هذا مرض يمكن أن يتسبب بزكام بسيط لا يمنع المصاب به عن اتباع نمط حياة طبيعي، ولا يدفعه لإلغاء رحلته إلى دولة أخرى أو يثنيه عن الذهاب إلى دار السينما. في حين أن الأشخاص الذين قد يصيبهم بالعدوى، يمكن أن يشعروا بسوء شديد قد يؤدي حتى إلى الموت.
تجنب مثل هذه الحالات يملي الحاجة إلى الحجر الصحي...
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت" - وكالة "آر بي كا - أوكرانيا"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022