استبدّ به الشوق والألم عندما رأى إماما قرميا ذكّره بوطنه وشعبه...

سليمان آغا (شمال) - الإمام مراد سليمانوف (يمين)
نسخة للطباعة2020.04.20

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقةد. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة - لفيف

أجهش سليمان آغا بالبكاء عندما طَرَقَ إمام المسجد باب غرفته في سكن اللاجئين بمدينة لفيف في الغرب الأوكراني.

بعد دخول الروس إلى وطنه وتعرضه للمضايقات، اضطر سليمان آغا، رغم عمره الذي اقترب من السبعين، لمغادرة شبه جزيرة القرم سنة 2014م، تاركا أولاده وأحفاده في بيته وقريته الجبلية الجميلة، التي ولدت فيها أمه.

سليمان عبد الحميدوف ولد في صحراء سيبيريا، ذاك المكان الذي هُجّر إليه شعبه (تتار القرم) في أيار/مايو سنة 1944م من قبل النظام الستاليني، وفي ظروف قاسية بعيدة عن الآدمية.

مع مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، التحق بحركة التحرر الوطنية المطالبة بعودة القرميين إلى وطنهم، وتعرض للمساءلة والاعتقال السياسي التعسفي من قبل المخابرات الشيوعية.

قدّم له الإمام (مراد سليمانوف القرمي التتري أيضا) في لفيف حقيبة مليئة بالمواد الغذائية، لمساعدته على تجاوز هذه الأيام العصيبة في ظل جائحة كورونا التي تضرب البلاد، فاستبدّ الشوق بسليمان آغا لأرض وطنه مع حصار الفقر والشيخوخة.

ودّع سليمان آغا الإمام رافعاً يديه مبتهلا بالدعاء بأن يفرّج عن الناس محنهم، راجيا من الله بأن يمنّ عليه برؤية وطنه القرم قبل وفاته.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022