انتخابات أوكرانيا الرئاسية 2014.. الأهم والأصعب

انتخابات أوكرانيا الرئاسية 2014.. الأهم والأصعب
لا وجود لحملات المرشحين الموالين للغرب في شرق أوكرانيا
نسخة للطباعة2014.05.22

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

يعتبر الكثير من زعماء العالم والساسة المحليين أن انتخابات أوكرانيا الرئاسية المرتقبة هي الأهم في تاريخ البلاد، خاصة وأنها ولدت من رحم احتجاجات، وفي ظل أزمة حادة وضعت كييف في مواجهة مع روسيا التي ضمت القرم إليها، ومع حراك انفصالي مستمر في شرق البلاد.

يوم الأحد المقبل، سيصوت الأوكرانيون لاختيار "رئيس شرعي جديد" بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، كما يقول رئيس الحكومة أرسيني ياتسنيوك، وهو رئيس سيمنح صفة الشرعية لنظام الحكم الذي لا تعترف به روسيا وشريحة واسعة من الأوكرانيين، كما يرى مراقبون.

لكن هذه الأهمية لا تخفي جدلا حول إمكانية إجراء الانتخابات في شرق البلاد المتوتر، واستحالة إجرائها في القرم، الذين كانا دائما أكبر داعم للمرشحين الموالين لروسيا في كل انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقد جلنا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك –التين أعلنتا جمهوريتين شعبيتين مستقلتين من قبل الانفصاليين قبل أيام- لترصد غياب أي حملات انتخابية لمرشحي الرئاسة الموالين للغرب، بسبب رفض الانفصاليين لها، مع انتشار قليل لدعايات الموالين لروسيا، والمحسوبين على حزب الأقاليم ونظام حكم يانوكوفيتش السابق.

صعوبات أمنية

لجنة الانتخابات المركزية في العاصمة كييف تقر بصعوبات غير مسبوقة تعيق إجراء الانتخابات في مناطق الشرق، لكنها بالمقابل أقرت حلولا "تضمن الشرعية، وتراعي الأوضاع الأمنية"، كما قال إيغور جيدينكو عضو اللجنة.

جيدينكو توقع أن يحجم الكثير من الأوكرانيين عن التصويت خوفا من انتشار الانفصاليين المسلحين، ولهذا قررت اللجنة السماح للناخبين بالتصويت في مراكز أخرى لا تتبع لأحيائهم التي يقيمون فيها.

وفي هذا الإطار أشار إلى أن مسلحين انفصاليين يطوقون سبعة مراكز انتخابية في دونيتسك ويحتلون خمسة في لوهانسك فقط، لكنهم ينشرون الذعر في آلاف المراكز الأخرى.

وقال إن اللجنة قررت السماح للقرميين بالتصويت خارج القرم أيضا، رغم أن أعدادهم المتوقعة لن تتجاوز مئة ألف من أصل نحو 1.5 مليونا يحق لهم الانتخاب.

وكان البرلمان الأوكراني قد أقر قبل أيام قانونا يقضي بتدخل عدة قوات خاصة لحماية لحماية مراكز الاقتراع قبل عدة أيام من موعد الانتخابات، ومنها قوات "ألفا" التابعة لجهاز أمن الدولة.

ضد الانفصال

وفي تطور لافت يتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، خرج اليوم آلاف العمال والموظفين في تظاهرات ضد الانفصاليين و"الجمهوريتين الشعبيتين" في إقليم الدونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

تظاهر الفئة العاملة -التي ظلت صامتة طوال الفترة الماضية- جاءت بدعوة من قبل رجل الأعمال رينات أخميتوف، الذي حمل بشدة على الانفصاليين، وأكد على استمرار الحراك الشعبي ضدهم، وأن مصلحة الدونباس في "أوكرانيا الموحدة".

وأخميتوف هو أثرى رجل أعمال أوكراني، ولاعب سياسي بارز، ويوصف بأنه "مالك إقليم الدونباس"، حيث تتبع له معظم الشركات والمصانع فيه.

يوليا تيشينكو الخبيرة في مركز الدراسات السياسية المستقل رأت أن الأوضاع باتت تتجه بعد حراك العمال نحو الضغط لتمرير الانتخابات في الشرق، لكنها لم تستبعد حدوث عمليات استفزازية من قبل الانفصاليين لمنعها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022