محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
عملية مكافحة الإرهاب مستمرة في جنوب شرق أوكرانيا، حتى تحرير المدن التي يسيطر عليها الانفصاليون، هذا ما أكده وزير الداخلية أرسين أفاكوف بعد الإعلان عن استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، نتيجة استفتاء مثير للجدل أجري فيهما، أعلنت كييف أنه "مهزلة" لن تعترف بنتائجها.
وبطلب من القائم الرئيس المؤقت ورئيس البرلمان أوليكساندر تورتشنوف، تبحث المحكمة الدستورية حظر الحزب الشيوعي بحجة ازدراء الجيش وتأييد الحراك الانفصالي، بعد أن حمل زعيمه بيوتر سيمونينكو بشدة على عملية مكافحة الإرهاب، ووصف رجالاتها والجنود بـ"قاطعي الرؤوس".
ويطالب حزب الحرية القومي "سفوبودا" بحظر حزب الأقاليم أيضا، وهو حزب الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش الذي كان حاكما، لأنه "يدعم الحراك الانفصالي ولا يندد به، ويلتزم بالصمت إزاء دعم روسيا له، وموقفها عموما من الأزمة الأوكرانية"، كما يقول النائب عن الحزب يوري ليفتشينكو.
حوار وطني
وبعيد عن أسلوب التهديد والتصعيد، أطلقت الحكومة فعاليات "طاولة حوار وطني" يوم الأربعاء الماضي، جمعت رموز المشهد السياسي والنخبة المثقفة في مختلف مناطق البلاد، وقوبلت باستحسان واسع من قبل الساسة والعامة في أوكرانيا، رغم غياب نشطاء الحراك الانفصالي عنها.
خلال جلسة الحوار الأولى، وعلى غير العادة، لم يستخدم أوليكساندر تورتشنوف مصطلحات "الانفصاليين والإرهابيين والمخربين"، بل أعلن استعداد السلطات لحوار الجميع، شريطة "وقف النار، والكف عن عمليات السلب".
سيرهي تاروتا محافظ منطقة دونيتسك المعين من كييف، اعتبر أن الطاولة دليل على إصغاء كييف للشرق، وأن على الشرق أن يصغي الآن، ويجلس للاستماع إلى كييف، داعيا أنصار الانفصال للمشاركة بفعاليات الطاولة.
وقال أليكسي غاران مدير معهد التحليل السياسي في العاصمة كييف إن بدء الحوار مؤشر مبشر على حل سلمي للأزمة في شرق البلاد، قد يكون صعبا في البداية، لكنه لن يكون أصعب من سيناريوهات المواجهة الأخرى.
مشاركة الانفصاليين
لكن آخرين لا ينظرون بتفاؤل مطلق إلى طاولة الحوار الوطني، ويعتبرون أن نجاحه مرهون بمشاركة جميع الأطراف، وأن لهذه المشاركة تداعياتها المحلية والإقليمية.
إيغور كوهوت رئيس مركز التشريع السياسي في كييف، قال إنه لا قيمة للحوار بغياب رموز الحراك الانفصالي، وهم يشترطون للمشاركة وقف العمليات العسكرية وإطلاق المعتقلين منهم، وهذا موقف صعب بالنسبة للسلطات، كما أنه استجابة للدعوات الروسية بمحاورة الانفصاليين.
واعتبر كوهوت أن كييف تقف بين ناري الهيبة والواقع، فهي لا تريد أن تظهر بموقف ضعيف يرضخ للمطالب الروسية وشروط الانفصاليين، كما لا تريد أن تستمر الأمور بالسير نحو الانفصال واستمرار التوتر في جنوب شرق البلاد، ولهذا تمسك العصا من المنتصف، باستمرار عملية مكافحة الإرهاب، واستخدام أسلوب الحوار، على حد قوله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022