محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
دخلت هدنة أوكرانيا مع انفصالييها حيز التنفيذ يوم الأمس، ونال الأوكرانيون فسحة أمل جديد بحل يجنبهم ويجنب البلاد مزيدا من الخسائر البشرية والمادية، لاسيما وأنها حصدت أرواح أكثر من 2600 شخص، ودمرت البنية التحتية لعدة بلدات ومدن.
اتصلنا بعدد من سكان مدينتي دونيتسك ولوهانسك، حيث كانت تدور أشرس المعارك، وأكد جميعهم أن الهدنة تطبق، وأن الكثيرين خرجوا اليوم للعمل بعد طول انقطاع، لكن بعضهم أشار إلى "تبادل بعيد لإطلاق النار".
وقد لمح مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إلى بوادر خرق للهدنة، معلنا أن المسلحين الانفصاليين الموالين لروسيا أطلقوا النار عشر مرات على قوات عملية "مكافحة الإرهاب" الأوكرانية في عدة مناطق دون ذكر خسائر، الأمر الذي نفاه الانفصاليون. وأكد الجانبان التزامهما التام بوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس بيترو بوروشينكو أنه لا ينوي سحب القوات الأوكرانية من مواقعها القتالية، تمام كما أكد الانفصاليون عدم نيتهم الانسحاب.
استعجال الحوار
التوصل إلى الهدنة يبقى خطوة هامة نحو حل سلمي، كما يرى مراقبون، لكنها مهددة ببقاء التوتر الذي يحيط فيها، وهنا ينقسم عامة الأوكرانيين وساستهم، بين من يعتبرها بداية لنهاية الأزمة، وبين من يراها منعطفا جديدا فيها.
أوليكساندر تشالي النائب السابق لوزير الخارجية الأوكراني، اعتبر أن "الهدنة خطوة تم استعجالها لإنهاء الأزمة بخسائر أقل، وبغض النظر عن سلبياتها، لأن الصراع قد يستمر طويلا، لكنه سينتهي حتما بالهدنة والحوار".
ورأى أن الأولوية الآن لتطبيق الهدنة، لم لبدء حوار مع الأطراف الخارجية المعنية، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة، فاتفاق هذه الأطراف على ضمانات أمنية معينة سينهي أزمة شرق البلاد، في إشارة إلى مخاوف روسيا من زحف الناتو، ومخاوف الحلف من تمدد روسيا في العمق الأوكراني.
التدخل الروسي
وبعين مغايرة ينظر البعض إلى الهدنة، فيرون فيها نقطة تحول، ودليلا على ضعف أوكرانيا إذا ما دخلت في مواجهة مفتوحة مع روسيا.
الصحفي يوري بوتوسوف المرافق للقوات الأوكرانية في الشرق، ورئيس تحرير موقع "تسينزور"، قال إن الأزمة لم تنتهي، لأن الهدنة بين أوكرانيا والانفصاليين فقط".
وأوضح بالقول: "على الأوكرانيين والعالم أن يعلموا جيدا، أن أوكرانيا منذ شهر تقاتل جنودا روسا في جبهات جديدة، تدخلت بعد اندحار الانفصاليين أمام القوات الأوكرانية في جميع الجبهات"، في إشارة إلى القتال الدائر في محيط مدينة مريوبول الإستراتيجية جنوب منطقة دونيتسك.
وأشار في هذا الإطار إلى استمرار دخول دبابات وشاحنات عسكرية روسية إلى الأراضي الأوكرانية، واستمرار وجود أكثر من ألف جندي روسي على أراضي أوكرانيا.
أليكسي هاران رئيس معهد التحليل السياسي في كييف، قال إن التدخل الروسي أضعف الموقف الأوكراني وقلب الواقع مجددا لصالح الانفصاليين، وزاد الأمر سوءا تردد الغرب وحلف الناتو إزاء حجم الدعم الذي تطلبه أوكرانيا، أو طبيعة العلاقات معها، وهذا ما دفعها للهدنة، لأنه فيها أقل الخسائر"، على حد قوله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022