من رحم أزمتها.. انتخابات برلمانية مبكرة في أوكرانيا (صور)

من رحم أزمتها.. انتخابات برلمانية مبكرة في أوكرانيا
4.6 مليون أوكراني لن يصوتو بسبب ضم القرم إلى روسيا والحراك الانفصالي
نسخة للطباعة2014.10.26

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

توجه ملايين الناخبين الأوكرانيين اليوم لاختيار نواب مجلس "الرادا" (البرلمان)، ضمن انتخابات مبكرة وصفها الكثير من المراقبين بأنها "الأهم" في تاريخ أوكرانيا الحديث.

فانتخابات اليوم تأتي بعد خمسة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بيترو بوروشينكو الموالي للغرب، وبعد نحو عام من بدء احتجاجات عارمة، أطاحت بنظام حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا، لكنها أدخلت البلاد في أزمة غير مسبوقة مع موسكو والانفصاليين الموالين لها.

وفي زيارة مفاجئة له، وصل بوروشينكو إلى مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، للاطلاع على سير تصويت العامة والعسكريين المشاركين بعمليات "مكافحة الإرهاب" ضد الانفصاليين، بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة عليها بداية شهر تموز/يوليو الماضي.

بوروشينكو اعتبر إجراء الانتخابات في المدينة إنجازا كبيرا، تحقق بفضل الجنود الأوكرانيين، مؤكدا أن دونيتسك ستبقى هي الأخرى أوكرانية، وإن كان الانفصاليون يسطرون عليها.

سير الانتخابات

لجنة الانتخابات المركزية أعلنت أن نحو 4.6 ملايين ناخب لم يصوتوا اليوم، من أصل نحو 30 مليونا يحق لهم التصويت، لأنهم في إقليم شبه جزيرة القرم الذي ضمته روسيا إلى أراضيها في آذار/مارس الماضي، أو في مناطق يسيطر الانفصاليون عليها جنوب شرق البلاد.

وأكدت اللجنة أن الانتخابات تمت بحضور أكثر من ألفي مراقب دولي، ودون تسجيل أية مشاكل تذكر، كما وصف مراقبون محليون ودوليون عملية الاقتراع بالهادئة، ووصفوا إقبال الناخبين بالمتوسط في بعض المركز، وبالجيد في أخرى.

وكان وزارة الداخلية قد استنفرت 84 ألفا من رجالات قوات الأمن لحماية الدوائر الانتخابية ومراكز الاقتراع في جميع المدن، تحسبا لحدوث عمليات "إرهابية أو استفزازية" تهدف إلى إفشال الانتخابات.

وحي الأزمة

أزمة البلاد كانت حاضرة في أهداف وأماني معظم الناخبين، وللمرة الأولى يحل الأمن والاستقرار كهدفين رئيسيين مكان أهداف تحسين الأوضاع الاقتصادية والرفاه.

الشاب أوليكساندر قال: "هذه انتخابات الكبار والشباب. إنها انتخابات كل من يريد للأزمة أن تنتهي، ويعود الأمن والاستقرار"، مضيفا: "آمل أن يستمع الفائزون إلى مطالب الشعب، حتى لا نبقى في دوامة القلق والفوضى".

أما الشابة نتاليا فقالت: "أؤمن بصعوبة تغيير النظام، ولكني آمل أن يكون تغيير البرلمان بداية لحل الأزمة، ووقف الحرب مع روسيا، ولتغيير كل شيء في حياتنا، وفي تعامل السلطات مع الشعب".

وقال أناتولي إنه صوت تأكيدا على الخيار الأوروبي لبلاده، وحتمية أن يرتبط مستقبل أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، مضيفا: "نريد من البرلمان إصلاح كل شيء في الدولة، وضمان مستقبل زاهر للشباب".

نقطة تحول

وينظر الكثير من المراقبين إلى انتخابات اليوم كنقطة تغيير جذري في المشهد السياسي الأوكراني، لاسيما وأن معظم استطلاعات الرأي رجت فوزا ساحقا لموالي الغرب فيها، ولأول مرة منذ الاستقلال.

إيهور كوهوت رئيس مركز "التشريع السياسي" قال: "أوكرانيا تتحول اليوم بصورة كاملة إلى موالاة الغرب، فالبرلمان يلحق بمؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء، الأمر الذي لم يحدث سابقا، بل وكان سببا لعرقلة مساعي الحكم البرتقالي نحو التقارب مع أوروبا.

وفي سياق آخر، اعتبر كوهوت أن مكونات البرلمان الجديدة ستختلف كثيرا، لأن الأحزاب والقوى الموالية لروسيا تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إليه، وقد لا تصل، خاصة وأن مناطق تأييدها في الجنوب والشرق لن تصوت.

ولفت كذلك إلى رغبة شعبية واضحة في اختيار نواب جدد لتحقيق تغيير جذري، منهم نشطاء بارزون في احتجاجات الميدان وصحفيون وحتى مسؤولون أمنيون شاركوا في مواجهة الانفصاليين، حتى وإن كانوا قليلي خبرة في السياسة.

وأضاف: "معظم الأحزاب المشاركة جديدة، ونتوقع أن تكون لفئة الشباب أدوار أكبر في البرلمان الجديد، وأن تتراجع أدوار القدامى، حتى وإن كانوا موالين للغرب، لأن الثقة باتت أزمة هي الأخرى بينهم وبين رموز المراحل الماضية".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022