محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
قبيل موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة يوم الغد الأحد، يتجول الكثير من الأوكرانيين في ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف، مستحضرين ذكرى المواجهات ورائحة الموت، وأحداث غيرت شكل ومجريات الحياة في أوكرانيا.
تتباين آراؤهم حول صورة المستقبل الأفضل الذي ينشدونه بعد الانتخابات، لكنهم يجمعون على أنها تأتي في واقع صعب غير مسبوق، تواجه فيه البلاد أشباح التقسيم، والحرب مع روسيا، والانهيار الاقتصادي.
رومان شاب ينظر بإيجابية إلى الانتخابات، ويعول عليها لكي تتوقف مشاهد الموت، وتستقر الأوضاع في شرق البلاد واقتصادها، وتعود الحياة إلى طبيعتها الآمنة.
لكن السيدة لودميلا خائفة، تخشى أن يكون البرلمان الجديد سببا لمزيد من التوتر وتدهور العلاقات مع روسيا، في ظل استطلاعات تؤكد معظمها أن الحظ الأكبر سيكون حليف الموالين للغرب في الانتخابات.
الركب الغربي
ويرى مراقبون في استطلاعات الرأي أن مجلس "الرادا" الأوكراني سيكون آخر مؤسسة نافذة تنضم إلى مؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء في توجهاتها الغربية بعدا عن روسيا.
أوليكساندر بالي كاتب ومحلل سياسي في صحيفة النهار "دين" الأوكرانية، قال إن إجراء الانتخابات بعد أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية سيفرز برلمانا مواليا للغرب بامتياز، لا معارضا له كما حدث في انتخابات 2006 ثم 2007، التي عرقلت مساعي وآمال الحكم البرتقالي في التقارب مع أوروبا.
وأضاف: "أعتقد أن الانتخابات البرلمانية ستكون ضمانا لمساعي أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، أو حتى العضوية في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولهذا أجزم أن روسيا تخشى النتائج، لأنها قد تخرج أوكرانيا عن دائرة الحياد أو الموالاة، ولأول مرة منذ الاستقلال.
تحدي روسيا
لكن الساسة والمراقبين يقرون بأن تحديات جمة تقف في مواجهة البرلمان الجديد، وقد تهدده بالفشل، من أهمها طبيعة ومستقبل العلاقات مع روسيا.
إيهور كوهوت رئيس مركز "السياسيات التشريعية" في كييف، قال: "نخطئ إذا اعتقدنا أن روسيا ستقف متفرجة على أوكرانيا التي تخرج عن سيطرتها بسقوط الموالين لها، وعلى البرلمان أن يدرك حجم التحديات التي سيواجهها مع روسيا.
وأضاف: أعتقد أن من أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها البرلمان إجراء إصلاحات دستورية، تدعم الجيش وتطهر القضاء والأجهزة الأمنية وتحسن الخدمات، إضافة إلى أولوية خفض الاعتماد على الغاز الروسي، لإقناع الشعب بصدق الإرادة السياسية، وعدم تكرار أخطاء الماضي.
لكن آمار الآني القيادي بالحزب الشيوعي اعتبر أن البرلمان الجديد سيسير بالبلاد نحو الهاوية، لأنه سيحركها متجاهلا آراء وتوجهات شريحة واسعة من السكان ترفض القطيعة مع روسيا، وهذا ما سيعزز حالة الانقسام في المجتمع، ويطيل عمر الأزمة، على حد قوله.
ورأى أن التفاؤل سابق لأوانه، لأن التوافق بين الأحزاب والقوى الموالية الغرب صعب للغاية في ظل اختلافاتها توجهات الفكرية وحتى العسكرية، ولهذا قد يتحول البرلمان إلى أزمة جديدة في البلاد، بدل أن يكون حلا لأزماتها، على حد زعمه.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022