صوت البرلمان الأوكراني (الرادا) الجمعة على قرار لم يوقعه الرئيس يانوكوفيتش، يقضي بإعادة الدستور إلى صيغته المعتمدة في العام 2004، التي تحد كثيرا من صلاحيات رئيس البلاد، وتمنحها للبرلمان.
ومع صباح يوم الأمس، صحت كييف على مفاجئة، فالرئيس اختفى مع كل وزراء ومسؤولي سلطاته، دون أن يعرف أحد مكانه، أو متى سيعود.
وسرعان ما اتخذ البرلمان قرارا بعزل الرئيس، وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 25 أيار/مايو المقبل، رغم أن يانوكوفيتش لم يوقع على تعديل صيغة الدستور ليمنح البرلمان صلاحية العزل وتحديد موعد الانتخابات، ما أثار تساؤولات حول شرعية ما يقوم به البرلمان.
فاليري بيكار رئيس مركز التحليل السياسي المستقل، فسر هذه الإجراءات بالقول إن "الرئيس تخلى عن مهامه الدستورية، التي تقتضي أن يوقع على القوانين الصادرة عن البرلمان خلال عشرة أيام أو يعديها إليه".
وأوضح أن الرئيس هرب واختفى، والبرلمان بات المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تدير أمور البلاد، فمن حقه أن يتخذ جميع الإجراءات التي تساعد على ذلك.
وكان البرلمان قد صوت يوم الأمس لصالح تعيين النائب عن حزب الوطن المعارضة أوليكساندر تورتشينوف رئيسا له، ثم منحه صلاحيات إدارة مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسة حتى تشكيل حكومة وإجراء الانتخابات.
خرج ولن يعود
ولا يزال الغموض يكتنف مكان الرئيس المعزول حتى الآن، بعد تواتر أنباء تحدثت عن سفره المفاجئ إلى مدينة خاركيف شرقا، ثم عن محاولته الفاشلة لمغادرة البلاد من مسقط رأسه في مدينة دونيتسك، وفق ما أعلنه تورتشينوف.
كما أشار مراسلو عدة وسائل إعلامية محلية أن إجراءات أمنية مشددة ضربت حول منزل يانوكوفيتش في ريف دونيتسك.
سيرهي تاران الناشط السياسي في "اتحاد قوى الميدان" ومدير مركز "الرقابة الديمقراطية" بالعاصمة كييف، قال إن كل المؤشرات تؤكد أن يانوكويفتش هرب ولن يستطيع العودة، مشيرا إلى أنه ترك مبنى الرئاسة مفتوحا لجميع الراغبين بدخول جميع غرفه وقاعاته.
وأشار تاران أيضا إلى دخول المحتجين مقر إقامة يانوكوفيتش في ضاحية "ميجيغوري" قرب كييف، الذي كشف جوانب عدة من ثروة ضخمة وفساد يهدده بالسجن، من سلسلة سيارات أثرية وحديثة وسفينة وحديقة حيوانات خاصة وبحيرة وحمامات مذهبة وغيرها، التي صارت مقصد الآلاف بهدف الزيارة يوميا.
حساب
ويرى البعض أن يانوكوفيتش قرر ترك مركزه خشية محاسبته، مشككين حتى بظهوره الذي أكد من خلاله على أن الرئيس الأوكراني المنتخب.
أما يوري ليفتشينكو النائب عن حزب الحرية المعارض "سفوبودا" فقال إن "يانوكوفيتش عمليا تخلى بنفسه عن منصبه وهرب، ثم عزل برلمانيا، لأنه شعر أنه قد يحاسب على عمليات فساد ضخمة قام بها هو وابنه والمحيطون به، وعلى عمليات العنف والقتل التي أصدر أوامرها.
وحول ظهور يانوكوفيتش على شاشة قناة "يو بي آر"، وتأكيده أنه الرئيس الشرعي، وأن ما يحدث انقلاب عليه، قال ليفتشينكو إن القناة ليست شهيرة لتختص بإجراء حوار معه في هذه الظروف، و"لا أستبعد أن يكون ظهور يانوكوفيتش مجرد تسجيل مدفوع الثمن"، يمهد للدفاع به عن نفسه إذا لم يستطع الهرب".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022