الاتفاق يبدد مخاوف تدخل الجيش في أزمة أوكرانيا

الاتفاق يبدد مخاوف تدخل الجيش في أزمة أوكرانيا
مدرعة تابعة للجيش كانت تشارك بحماية المقرات الحكومية (رويترز)
نسخة للطباعة2014.02.21

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

ليس للجيش أن يخيف الأوكرانيين بتدخله بعد الآن، فقيادته باتت رهن قرار البرلمان، الذي أعاد اليوم دستور البلاد إلى صيغته في العام 2004، لتصبح أوكرانيا دولة برلمانية، بصلاحيات رئاسية محدودة.

وبحسب الدستور المقر، فإن البرلمان هو الذي سيعين أبرز المسؤولين، وهذا يشمل إلى جانب وزير الدفاع رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع، إضافة إلى رئيس جهاز أمن الدولة؛ بينما يحق للرئيس اقترح رئيس للوزراء فقط.

وكان الجيش قد عاد بقوة إلى مشهد الأزمة الأوكرانية دون الدخول المباشر فيها، وكان ذلك بتلميح وزارة الدفاع قبل يومين إلى إمكانية مشاركة الجيش في "عملية مكافحة الإرهاب" التي أعلنت بدئها وزارة الداخلية مع جهاز المخابرات (إس بي أو) وألغاها البرلمان، وإقرار وزير الدفاع بأن آليات عسكرية تشارك قوات الأمن في عمليات حماية المقرات الحكومية في وسط العاصمة كييف.

وعزز من فرضية التدخل الوشيك تناقل وسائل الإعلام مقاطع صورها ناشطون في ريف محافظة دنيبروبيتروفسك، تظهر العشرات من المحتجين يقفون ويستلقون أمام قطار متجه إلى كييف، ثم يفصلون قاطرته لتخرج من عرباته أرتال من الجنود بعدتهم وعتادهم.

مخاوف

تلميحات وتحركات الجيش هذه فرضت مخاوف كبيرة على الشارع الأوكراني، وخاصة على سكان العاصمة كييف، حيث غصت المحلات التجارية بأعداد السكان تحسبا لحرب وشيكة، بعد الإعلان عن إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة أمام شاحنات البضائع وغيرها، وسرعان ما خلت رفوفها من معظم المواد الغذائية الضرورية.

ووسط حالة من الذعر أيضا، سارع السكان إلى سحب أرصدتهم من البنوك وآلات الصرافة التي خوت بسرعة، وتراكمت أعداد السيارات على محطات الوقود، وشهدت المدينة حركة نزوح واضحة من محطات القطارات والحافلات.

مخاوف لم تقتصر على عامة السكان فسحب، بل على ميادين وساحات الاحتجاج أيضا، إذ دعا اتحاد قوى الميدان من على منصة الاحتجاج الرئيسية في ساحة الاستقلال وسط العاصمة، دعا الجيش يوم الأمس إلى الانضمام إلى "نضال الشعب"، وإلى عدم المشاركة في قتله إلى جانب قوى الأمن الداخلي.

كما دعت أطراف خارجية جيش أوكرانيا إلى عدم التدخل، وفي مقدمتهم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذكره وزير الخارجية البولندي بماضيه العريق، مادحا مساهماته في قوات حفظ السلام الدولية.

نظرة جديدة

ورأى مراقبون أن تدخل الجيش استبعد الآن تماما بعد الاتفاقية التي تم التوصل إليه بين الرئيس وقادة المعارضة، لكنه كان يشكل التهديد الأخطر على البلاد منذ استقلالها، وهذا سيترك أثرا في نظرات الأوكرانيين.

وأوضح إيغور كوهوت رئيس مركز "التشريع السياسي في العاصمة كييف أن تدخل الجيش كان سيقسمه، بين مؤيد لعملياته ورافض لها، مشيرا إلى أن تركيبته تعكس تركيبة المجتمع المنقسم أيضا، بين مؤيد للرئيس فيكتور يانوكوفيتش والسلطات في الشرق، وبين من يعارضها.

واعتبر كوهوت أن نظرة الأوكرانيين إلى الجيش تغيرت خلال الأزمة، فأصبح بالنسبة للبعض خطرا؛ وتوقع أن تعمل الحكومة المقبلة على تعديل تركيبته، بما يضمن ولائه للشعب، لا للرئيس أو السلطات.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022