يوافق يوم غد الأربعاء العاشر من فبراير مرور الذكرى السنوية الأولى لاتفاق مينسك بغرض تسوية النزاع في شرق أوكرانيا. لكن حقول الألغام المزروعة في كثير من مناطق النزاع لا تزال واقعا يجابهه من يسكنون غير بعيد عنها كما هو الحال هنا في قرية سيز.
“انتشار الألغام يعتبر مشكلة كبرى في هذه المنطقة، فعلى سبيل المثال، تحاط هذه القرية كليا بالألغام”.
وقد تسببت الألغام في ثني المزارعين عن العمل داخل حقولهم، حيث إن العمل الوحيد في المنطقة هو الزراعة، وطالما أن تلك الألغام لم تزل أسبابها بعد، فإن استئناف الحياة الطبيعية يظل أمرا مستعصيا.
بإمكان المنظمات غير الحكومية أن تقدم أيدي المساعدة، لكن القوات الأوكرانية هي الوحيدة المسموح لها بإزالة الألغام. ويقول أحد العاملين ضمن منظمة غير حكومية، إن 730 مدنيا لقوا حتفهم جراء الألغام المزروعة، و الذخائر الموجودة. وبما أن جبهات الاقتتال هي على مرمى حجر من هنا، فإن قصفا متقطعا لا يزال موجودا، فضلا عن نيران قناصة.
ثم إن الألغام زرعت دون الاعتماد على خرائط لكن لحسن الحظ،يعرف بعض السكان المحليين مكان وجودها.
ويقول ألكسندر: "يمكنك المشي فقط على مسارات، وليس على اليمين ولا على الشمال، ليس داخل الغابة و لا الحقول، نحن بحاجة إلى أن تتحول أموالنا، لنا و ليس إلى كييف، لنا هنا في المناطق مثل لفوف ودونيتسك، ولوهانسك، لا يتعلق الأمر بالحصر في دونيتسك، ولوهانسك ولكن لكل أوكرانيا".
هنا توجد فرق تابعة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والتي تعنى بتوزيع المساعدات على سكان الثلاث عشرة قرية، الذين عانوا من الأزمة الأمرين، وظلوا لم يبرحوا أماكنهم هنا. فهم بحاجة إلى ملابس دافئة و غذاء ووقود كما إنهم ممتنون كثيرا للجهود المبذولة من قبل جمعيات الدانماركيين والبريطانيين و السويسريين والفرنسيين للعمل على إزالة الألغام.
"كم عاما مر على نهاية الحرب العالمية الثانية، ونحن لا نزال نجد الألغام، لذلك أنا لا أعتقد أن الجزء الأكبر من الألغام الأرضية ستزال في غضون فترة قصيرة من الزمن، في رأيي سنظل نلقاها لفترة طويلة".
حتى وإن كانت مواطن الاقتتال قد خفت وطأتها، فإن العمل على إزالة الألغام قد بدأ حقا، وهو عمل محفوف بالمخاطر. بعض الألغام صنعت منذ عشرات السنين و بعضها حديث الصنع، ولا تحتوي على معادن فيظل من الصعوبة بمكان العثور عليها.
يورونيوز
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022