محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - دونيتسك
لقي 5 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 12 آخرون إثر تجدد واحتدام المعارك اليوم بين القوات الأوكرانية والمسلحين الموالين لروسيا قرب المطار ومحطة القطارات في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، ما أدى إلى إغلاقهما وهروب معظم سكان الأحياء المحيطة بهما.
استخدم الجانبان قذائف الهاون والمدفعية لعدة ساعات متتالية، وارتفعت سحب الدخان عاليا في سماء المدينة، وخاصة من مصنع للسلاح والذخيرة على أطرافها، قيل إن المسلحين الانفصاليين اتخذوه مقرا لهم.
وفي مؤتمر صحفي له اليوم، اعترف أليكساندر بوروداي رئيس وزراء ما يسمى بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" (بعد أن أعلن الانفصاليون استقلال منطقة دونيتسك عن أوكرانيا)، اعترف بأن القوات الأوكرانية كثفت هجماتها على مواقع "الكتائب" التابعة للجمهورية خلال الأيام الماضية، على حد وصفه.
واتهم بوروداي القوات الأوكرانية –التي تقاتل في إطار "عملية مكافحة الإرهاب" التي أطلقت ضد الانفصاليين قبل أشهر في إقليم الدونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك- اتهمها باستهداف المدنيين في مدن وقرى الإقليم، لأنها تريد تدميره عقابا لسكانه على خيار الاستقلال، على حد قوله.
لكن فلاديسلاف سيليزنيوف المتحدث باسم "عملية مكافحة الإرهاب" نفى ذلك، وأكد أن القوات تتجنب المعارك في التجمعات السكنية حرصا على حياة المدنيين، متهما المسلحين بالاختباء بين المباني، وقصفها أحيانا لاتهام الأوكرانيين بالفاشية والوحشية، على حد قوله أيضا.
ذعر ونزوح
ومع اقتراب المعارك من المدينة التي باتت أبرز معاقل الانفصاليين بعد أن استعادة أوكرانيا سيطرتها على مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك وغيرها، يخيم الذعر على سكان دونيتسك، التي تشهد حركة نزوح كبيرة.
الشوارع الخالية تحول دونيتسك إلى مدينة أشباح، وكذلك معظم المحلات التجارية التي أغلقت أبوابها، في حين ينتشر المسلحون فيها، وهم الذين توعدوا أوكرانيا بحرب عصابات إذا ما قررت اقتحامها.
دخلنا بيتا سقطت إحدى القذائف بجانبه دون وقوع إصابات، وفيه كانت ساكنته مارينا مرتبكة مذعورة، وقالت للجزيرة نت: "كدنا أن نموت لولا سور البيت، فمعظم الشظايا ارتطمت به، لكن سقف وجدران البيت تشققت، وقتلت قطتنا".
أليكساندر بوروداي قال إن 40% من سكان المدينة البالغ عددهم نحو 1.3 مليونا نزحوا عنها، وأن معظم الباقين يلتزمون بيوتهم خوفا على حياتهم إذا ما قرر "العدو" الاقتحام.
وأكد بوروداي أن "حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية لا تعارض السلام، ومستعدة للتشاور حوله بمشاركة روسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ولكن دون الرضوخ لشروط مجحفة بحق شعب دونيتسك"، في إشارة إلى شرط إلقاء السلاح الذي تفرضه كييف للتفاوض مع الانفصاليين والعفو عنهم.
ومع تمسك جميع الأطراف بمواقفها وتبادل الاتهامات فيما بينها، تبقى الكلمة حتى لآن للنيران وسحب الدخان، التي تحجب أفق أي حل سلمي للأزمة في شرق أوكرانيا، رغم أنه "هدف الجميع" كما يؤكدون.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022